ما حكم عمل الأربعين للميت؟ الإفتاء توضح الحكم الشرعي

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن إحياء ذكرى الأربعين للميت لا بأس به شرعًا إذا اقتصر على أمور مباحة كقراءة القرآن، والدعاء، وإطعام الطعام بنية إهداء الثواب للمتوفى، فذلك جائز ولا حرج فيه، بل يُرجى منه الخير والأجر بإذن الله.
أما إذا تحوّلت هذه الذكرى إلى صورة أخرى تُشبه ما جرى يوم الوفاة من إقامة سرادقات العزاء، والنعي في الصحف، واستقبال المعزّين على نطاق واسع بحيث يُنتظر من الناس الحضور، ويُلام من غاب دون اعتذار، مع اجتماع النساء في النهار للبكاء والنحيب وتجديد الأحزان، فهذه الصورة غير مستحبة شرعًا، لما فيها من إعادة الآلام، وتحميل أهل الميت أعباء فوق طاقتهم.
وقد نصّ جمهور الفقهاء على أن وقت التعزية محدد بثلاثة أيام فقط بعد الوفاة، وأن استمرارها بعد ذلك مكروه، مستندين إلى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله:
«لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا»
رواه البخاري عن أم حبيبة رضي الله عنها.
وبناءً على ذلك، فإن اقتصار ذكرى الأربعين على العبادات والدعاء والصدقة جائز، أما مظاهر الحزن المبالغ فيها، أو تحميل أهل الميت مشقة اجتماعية أو مادية، فمما يُكره فعله شرعًا
احرص على معرفة الأعمال التي تصل للميت في قبره
يصل الميت في قبره ما كان له من أثر في الدنيا من أعمال صالحة ودعاء وصدقات جارية، كما ورد في السنة النبوية. ومن الأمور التي تنفع الميت بعد وفاته:
1. الدعاء والاستغفار له: قال النبي ﷺ: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم).
2. الصدقة الجارية: مثل بناء المساجد، حفر الآبار، طباعة المصاحف، أو أي عمل يبقى أثره مستمرًا.
3. العمل الصالح الذي تركه: كالعلم النافع، التأليف، التدريس، أو أي منفعة نشرها في حياته.
4. الحج والعمرة عنه: يمكن لأهله أداء الحج أو العمرة عنه إذا لم يكن قد أداها في حياته.
5. الوفاء بالنذور والديون: سواء كانت مالية أو كفارات واجبة عليه.
6. قراءة القرآن وإهداء ثوابه: اختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرآن للميت، لكن الدعاء له بالرحمة والمغفرة متفق على وصوله ونفعه.
7. صلة رحمه بعد موته: كالإحسان إلى أصدقائه وأقاربه، وإكرامهم وفاءً له.