عاجل

وسط ضغوط دولية.. مساعي دبلوماسية مكثفة لإيقاف نزيف الدم في قطاع غزة

غزة
غزة

في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، تواصل مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية جهودها الدبلوماسية المكثفة للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، في محاولة لإنهاء معاناة المدنيين ووقف نزيف الدم المستمر في المنطقة.

ووفقًا لمصادر مطلعة، تستمر الوساطات والاجتماعات بين الأطراف المختلفة، حيث يسعى الوسطاء إلى تذليل العقبات أمام اتفاق وقف إطلاق النار، يعيد الأمن والاستقرار إلى القطاع الذي يعاني من تداعيات العمليات العسكرية المتصاعدة.

إلا أن هذه المساعي تواجه تحديات كبيرة تتمثل في تعنت واضح من قبل الحكومة الإسرائيلية، وتحديدًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يبدو حريصًا على مواصلة العمليات العسكرية رغم الدعوات الدولية لوقفها.

وفي تصريح خاص لقناة القاهرة الإخبارية، أوضح الباحث في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، خالد ناصيف، أن نتنياهو يستخدم أساليب تفاوضية مكررة لفرض شروط تعجيزية على الوساطات، بهدف إطالة أمد الصراع وكسب الوقت لجيش الاحتلال لاستكمال عملياته في قطاع غزة.

وأشار ناصيف إلى أن هذه الاستراتيجية تعكس رغبة إسرائيل في مواصلة ما وصفها بـ "الحرب الاستنزافية"، التي تهدف إلى تحقيق مكاسب ميدانية على حساب المدنيين الفلسطينيين، الأمر الذي يزيد من تعقيد الموقف الإقليمي ويزيد من معاناة السكان.

ونوه إلى أن المشهد الداخلي الإسرائيلي معقد كذلك، إذ يشهد تبادل أدوار بين نتنياهو وأقطاب ما يسمى بالمعارضة داخل حكومته، لا سيما في ظل وجود شخصيات متطرفة مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يمثلون ضغطًا مستمرًا على نتنياهو لعدم تقديم أي تنازلات.

 غياب الضغط الدولي الحقيقي

وأكد ناصيف أن غياب الضغط الدولي الحقيقي، سواء من الولايات المتحدة أو من الدول الإقليمية، يمنح نتنياهو هامشًا واسعًا للاستمرار في المماطلة، كما أوضح أن عدم وجود آلية دولية فعالة لفرض عقوبات أو حتى التهديد بها، سواء على إسرائيل ككيان أو على مسؤولين بعينهم، وفي مقدمتهم نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، يشجع الاحتلال على مواصلة ممارساته دون رادع.

وختم الباحث في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية تصريحاته بالإشارة إلى أن تحقيق أي تقدم حقيقي في هذه الجهود لن يتم إلا إذا اتفقت الوساطة مع ضغوط سياسية واقتصادية واضحة، تضع حدًا لاستهتار إسرائيل بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، وتجبرها على الجلوس إلى طاولة التفاوض بنية جادة، وليس كمناورة لشراء الوقت. 

تم نسخ الرابط