عاجل

محسودة أنا وعيالي وجالنا المرض يقولوا طلعي «صدقة».. أعمل إيه وأنا محتاجة؟

الصدقة
الصدقة

ترتبط الصدقة في أذهان المصريين لدفع الضرر الجسدي سواء بالحسد أو المرض، فهل هناك ارتباط بين الصدقة ودفع المرض؟

هل هناك ارتباط بين الصدقة ودفع المرض؟

يقول الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك حكمة متوارثة بين المصريين خاصة في الأرياف وهي: "لما الدنيا تزَنّ معاك، طلع حاجة لله"، في إشارة لما يعرف شعبيًا بالتصدق عند وقوع الأزمات أو المرض.

حكمة "اطلع شيء لله وقت الشدة" 

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال  حلقة  برنامج "مع الناس"، أن هذا السلوك الطيب يعبر عن فطرة المصريين في مواجهة المحن بالتقرب إلى الله بالصدقات، سواء بإخراج مال أو حتى بذبح شيء لله.

وأوضح أن الصدقة ليست محصورة في المال فقط، بل قد تكون بالمشاعر والسند النفسي، مستشهدًا بموقف في حادثة الإفك مع السيدة عائشة رضي الله عنها، حين جاءت إليها امرأة جلست بجانبها وبكت فقط، فواستها بمشاعرها وقالت عنها السيدة عائشة: "والله لا أنساها".

وأشار إلى أن التبسم في وجه أخيك صدقة، وأن دعم أي إنسان مريض أو مهموم أو محتاج حتى بالكلمة الطيبة هو من باب الصدقات. 

وتابع: "الجميل في التراث المصري أيضًا المثل القائل: 'اللي يعوز البيت يحرم على الجامع'، وهو تعبير عن أهمية مراعاة الواجبات تجاه الأسرة، لكن في نفس الوقت الدين يعلمنا أن الصدقة ليست مشروطة بوفرة المال".
وأشار إلى حديث النبي ﷺ لما جاءه الفقراء يشتكون أن الأغنياء يسبقونهم بالصدقات، فقال لهم: "أليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وبكل تكبيرة صدقة، وبكل تحميدة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة".

 

وأكد أن الإنسان يمكنه أن يتصدق بعلمه، بوقته، بمساندته، أو حتى بمشاعره الصادقة، فكل ذلك في ميزان الصدقات عند الله.

الصدقة عند الله ليست بالكثرة بل بالإخلاص والمال الحلال

بينما أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن العبرة في الصدقة ليست في الكم والكثرة، ولكن في الإخلاص والصدق ونقاء المصدر، مشددًا على أن حسابات الله تختلف تمامًا عن حسابات البشر، وأن الله لا يقبل من المال إلا ما كان طيبًا وحلالًا.

وقال الدكتور هاني تمام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، إن بعض الناس يظنون أن "الصدقة الكثيرة هي الأجدى بالثواب حتى وإن كان المال فيه شبهة أو غير طيب"، مؤكدًا أن هذه نظرة خاطئة لأن الله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبًا. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، والله لا يقبل إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".

وأوضح أن النبي ﷺ شبّه أثر الصدقة القليلة الطيبة كأنها فرس صغير يُربى حتى يصير كبيرًا، فهكذا يُربي الله عز وجل الصدقة القليلة المخلصة حتى تتحول يوم القيامة إلى جبل من الحسنات، فيندهش العبد ويسأل: من أين جاء هذا الجبل؟ فيُقال له: هذه التمرة التي تصدقت بها بصدق وإخلاص.

وأضاف أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت إذا أرادت أن تتصدق بمال، كانت تطيّبه بالعطر قبل إخراجه، وحين سُئلت عن ذلك قالت: "إن هذا المال يقع في يد الله قبل أن يقع في يد الفقير".

وتابع: "عايز تتصدق وتكسب الثواب الكبير، اجعل صدقتك من مال حلال، وأخرجها وأنت محبٌّ لها، مخلص فيها، صادق النية أن تكون لله وحده"، مؤكدًا أن النية الصافية والمال الطيب هما ما يجعل الصدقة تنمو وتتضاعف عند الله.

تم نسخ الرابط