خبير استراتيجي: التوتر بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى حرب شاملة

قال الدكتور غازي فيصل، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، إن التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل يشير إلى احتمال اندلاع حرب شاملة، خاصة مع فشل المفاوضات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن وتصاعد حدة الاستفزازات العسكرية المتبادلة.
وأضاف فيصل، في مداخلة عبر تطبيق "زووم" على قناة "إكسترا نيوز"، أن إيران تمتلك حاليًا أكثر من 400 جرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يكفي لإنتاج نحو عشر قنابل نووية، تبلغ قوة كل واحدة منها ما يعادل القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، مما يعزز المخاوف الإقليمية والدولية من تصاعد الأزمة النووية.
وأشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة نفذتا هجمات نوعية ضد منشآت نووية ومراكز عسكرية إيرانية، مستهدفة مواقع في "نطنز"، و"فوردو"، و"أصفهان"، كما نُفذت عمليات تصفية بحق قيادات عسكرية بارزة في الحرس الثوري، بالتوازي مع تسريبات عن محاولة اغتيال طالت الرئيس الإيراني وفريقه في مجلس الأمن القومي.
الأجواء الإيرانية أصبحت مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي
ونوه إلى أن الأجواء الإيرانية أصبحت مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي، الذي ينفذ طلعاته دون مواجهة تُذكر من منظومات الدفاع الجوي الإيراني، والتي وصفها بأنها "معطلة"، كما أوضح أن جهاز الموساد الإسرائيلي يتمتع بحضور واسع داخل إيران، وينفذ عمليات استخباراتية مؤثرة.
وأكد مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن تل أبيب ترى أن أي حل يبدأ من تفكيك البرنامج النووي الإيراني، ووقف دعم طهران للفصائل المسلحة في العراق وسوريا ولبنان، ولفت إلى أن تصريحات بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تُظهر إصرارًا على منع إيران من التقدم في برنامجها النووي أو توسيع نفوذها الإقليمي.
وفيما يتعلق بفرص الوصول إلى تسوية دبلوماسية، استبعد الدكتور فيصل حدوث انفراجة في المدى القريب، مؤكدًا أن إيران متمسكة بتخصيب اليورانيوم وترفض المقترحات الدولية بإنشاء هيئة إقليمية للإشراف على أنشطتها النووية.
حكومة نتنياهو تعاني من هشاشة داخلية
من جهة أخرى، قال الدكتور أحمد شديد، رئيس مركز الجليل للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن التصعيد المستمر من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه قطاع غزة، رغم جهود الوساطة الدولية، يأتي نتيجة لضغوط سياسية داخلية من شركائه في الائتلاف الحكومي، لاسيما من وزيري المالية والأمن القومي المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
حكومة نتنياهو تعاني من هشاشة داخلية
وفي مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أوضح شديد أن حكومة نتنياهو تعاني من هشاشة داخلية، دفعت الأخير إلى التصعيد العسكري في غزة، في محاولة لكسب رضا التيار اليميني المتشدد داخل حكومته، لافتا إلى أن سموتريتش اشترط استئناف القتال بعد أي هدنة، ما جعل نتنياهو يلجأ إلى تكثيف العمليات الميدانية وإطلاق التهديدات كوسيلة لتمرير اتفاق الهدنة داخل ائتلافه الحاكم.
وأشار شديد إلى أن الأسبوع الأخير كان دامياً من وجهة النظر الإسرائيلية، حيث سقط عدد كبير من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وهو ما زاد من تعقيد موقف نتنياهو في إقناع شركائه المتشددين بالتهدئة، ما اضطره للتصعيد كخيار وحيد للبقاء السياسي.