خبير: حكومة نتنياهو تعاني من هشاشة داخلية والقضاء على حماس فكرة «مستحيلة»

قال الدكتور أحمد شديد، رئيس مركز الجليل للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن التصعيد المستمر من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه قطاع غزة، رغم جهود الوساطة الدولية، يأتي نتيجة لضغوط سياسية داخلية من شركائه في الائتلاف الحكومي، لاسيما من وزيري المالية والأمن القومي المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
حكومة نتنياهو تعاني من هشاشة داخلية
وفي مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أوضح شديد أن حكومة نتنياهو تعاني من هشاشة داخلية، دفعت الأخير إلى التصعيد العسكري في غزة، في محاولة لكسب رضا التيار اليميني المتشدد داخل حكومته، لافتا إلى أن سموتريتش اشترط استئناف القتال بعد أي هدنة، ما جعل نتنياهو يلجأ إلى تكثيف العمليات الميدانية وإطلاق التهديدات كوسيلة لتمرير اتفاق الهدنة داخل ائتلافه الحاكم.
وأشار شديد إلى أن الأسبوع الأخير كان دامياً من وجهة النظر الإسرائيلية، حيث سقط عدد كبير من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وهو ما زاد من تعقيد موقف نتنياهو في إقناع شركائه المتشددين بالتهدئة، ما اضطره للتصعيد كخيار وحيد للبقاء السياسي.
استحالة القضاء على حركة "حماس"
ونوه إلى ما كشفه العميد الإسرائيلي المتقاعد يتسحاق بريك، الذي نقل عن قادة عسكريين كبار تأكيدهم على استحالة القضاء على حركة "حماس" بالكامل، موضحين أن الحركة أعادت تنظيم صفوفها واستثمرت في تكتيكات حرب العصابات، مثل زرع العبوات ونصب الكمائن، الأمر الذي جعل المواجهة معها تستنزف الجيش الإسرائيلي على الأرض.
وبشأن موقف الوساطة الدولية، أوضح شديد أن الإدارة الأمريكية تدرك تماماً أن تصعيد نتنياهو ليس فقط لأسباب عسكرية، بل لحسابات داخلية معقدة تتعلق ببقائه السياسي، مشيرا إلى أن واشنطن كانت تظن أن صفقة الهدنة أصبحت جاهزة، خاصة بعد التحركات الأخيرة لمبعوثيها نحو الدوحة، وبدء إسرائيل في إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، إلا أن تراجع موقف الوزراء المتشددين أعاد الأمور إلى نقطة الصفر.
وأضاف شديد أن الأزمة لا تتوقف عند الملف الأمني فحسب، بل تمتد إلى الخلافات حول قانون التجنيد الإجباري، الذي تعارضه أحزاب دينية مثل "شاس" و"يهدوت هتوراه"، وتهدد بالانسحاب من الحكومة دون مغادرة الكنيست، وهو ما يزيد من تعقيد موقف نتنياهو، الذي يحاول استرضاء كل الأطراف عبر مواصلة الحرب على غزة.
تهديدات نتنياهو
وأكد شديد أن التهديدات المتكررة التي يطلقها نتنياهو تهدف إلى كسب الوقت والمماطلة، خاصة في ما يتعلق بعقدة "الخرائط" المطروحة ضمن المفاوضات، التي تعتبرها بعض الأوساط الإسرائيلية وسيلة لتأجيل اتخاذ قرارات حاسمة داخل الحكومة.
وعن تأثير هذه التهديدات على مستقبل المفاوضات، أشار شديد إلى أن الميدان هو من يتحكم حالياً بمجريات الأمور، وليس الطاولة السياسية، لافتا إلى أن جيش الاحتلال بات يعاني من استنزاف كبير بفعل العمليات النوعية للمقاومة، وهو ما يعيد إلى أذهان الإسرائيليين مشهد جنوب لبنان في تسعينيات القرن الماضي.
تحولاً في المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلي
ونوه إلى أن هناك تحولاً في المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث بدأت أصوات كانت مؤيدة للحرب تطالب بوقفها بعد الخسائر البشرية المتزايدة، مؤكدا أن "لا حلول سحرية أمام إسرائيل في غزة، فالمقاومة باتت تدير المعركة بذكاء، والإسرائيلي، كفرد ومجتمع، لم يعد يتحمل هذه الكلفة البشرية الباهظة".
وفي ختام حديثه لـإكسترا نيوز، شدد الدكتور أحمد شديد على أن الاحتلال يواجه اليوم أزمة عسكرية وسياسية مركبة، وأن المقاومة الفلسطينية أصبحت تفرض معادلة جديدة على الأرض، سيكون لها انعكاسات مباشرة على مستقبل الحرب والوساطة الدولية.