عاجل

خالد الجندي: المجاز المرسل من أوجه الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم (فيديو)

خالد الجندي
خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم زاخر بالفنون البلاغية التي تعكس إعجازه اللغوي، ومن بين هذه الفنون "المجاز المرسل"، الذي يظهر في كثير من آياته، مما يثبت عمق اللغة العربية وجمال تعبيراتها.

بلاغة القرآن 

وخلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر قناة "DMC"، تناول الشيخ خالد الجندي أحد أبرز الأمثلة على المجاز المرسل في القرآن، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا" (يوسف: 82).

وتساءل الجندي: "هل القرى تُسأل؟ وهل الجِمال تُجيب؟"، ثم أوضح قائلًا: "بالطبع لا، ولكن المقصود هنا هو أهل القرية وأصحاب القافلة، وهذا ما يُعرف بالمجاز المرسل، حيث استخدمت كلمة 'القرية' للإشارة إلى سكانها، وكلمة 'العير' للإشارة إلى أصحابها، وهو أسلوب بلاغي يعكس روعة البيان القرآني".

وأضاف: "هذا النوع من التعبير يمنح النص عمقًا دلاليًا، ويعكس مدى بلاغة القرآن الكريم في إيصال المعاني بأقصر العبارات وأكثرها تأثيرًا".

القرآن البلاغة والمعاني

وأكد الجندي أن القرآن الكريم بمثابة بحر لا ينضب من المعاني والبلاغة، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص يقرؤون النصوص القرآنية بعيون ضيقة، فلا يدركون عظمة الأساليب البلاغية المستخدمة فيها.

وقال: "المشكلة ليست في القرآن، ولكن فيمن ينكر وجود المجاز فيه. فإذا سألت هؤلاء: كيف يمكن أن تُسأل القرى أو الجِمال؟ تجدهم عاجزين عن الإجابة، لأنهم لا يدركون الفنون البلاغية التي جاء بها القرآن".

اللغة العربية والإعجاز 

وأشار الشيخ إلى أن اللغة العربية تُعد من أغنى اللغات بالمجاز والصور البلاغية، مما يجعل فهم القرآن يتطلب إدراكًا لهذه الفنون، وقال: "القرآن الكريم جاء معجزًا في بيانه، ومن ينكر المجاز فيه، فإنه يحرم نفسه من فهم أعمق لمعانيه، ويضيق على نفسه سعة البلاغة والإعجاز التي منحها الله لكتابه العزيز".

وأضاف أن القرآن الكريم استخدم العديد من التشبيهات والاستعارات والمجازات ليقرب المعاني للناس، ويجعلها أكثر تأثيرًا ووضوحًا، مؤكدًا أن هذه الأساليب البلاغية تزيد من روعة النص القرآني وتبرز إعجازه.

المجاز في القرآن

وردًّا على من ينكرون وجود المجاز في القرآن بحجة أن ذلك قد يؤدي إلى تحريف المعاني، قال الجندي: "المجاز في اللغة ليس تحريفًا ولا تزييفًا للمعاني، بل هو وسيلة للإيضاح والتعبير عن المعاني بطرق أكثر تأثيرًا وبلاغة. ومن ينكر المجاز في القرآن، فإنه يحرم نفسه من فهم دقيق للآيات ويضيق واسعًا".

وأكد على أن الإعجاز اللغوي في القرآن لا يقتصر فقط على فصاحة الكلمات، بل يمتد إلى الأساليب البلاغية المتعددة التي تزيد من جمال التعبير ودقة المعنى، مشيرًا إلى أن فهم القرآن بعمقه البلاغي يساعد في استيعاب رسالته بشكل أكثر وضوحًا وإدراكًا لمعانيه السامية، داعيًا إلى تدبر آياته بعين واعية ومدركة للفنون اللغوية التي يزخر بها.

تم نسخ الرابط