خالد الجندي: لو سيدنا نوح عاش فى عصرنا لن يسلم من انتقادات الفيس بوك (فيديو)

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قصة النبي نوح عليه السلام تحمل دروسًا عميقة يجب أن تُدرَّس للجميع، خاصة فيما يتعلق بمبدأ "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، الذي يرسّخ مبدأ المسؤولية الفردية، موضحًا أن الأنبياء أنفسهم لم يكونوا مسؤولين عن أفعال أقربائهم الذين اختاروا طريق الضلال.
استنتاجات خاطئة
وخلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر قناة "DMC"، قال الجندي، أن النظرة السطحية للأحداث قد تؤدي إلى استنتاجات خاطئة، مشيرًا إلى أنه لو كان سيدنا نوح يعيش في عصرنا الحالي، لكان البعض قد انتقده عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالقول : "كيف يكون نبيًّا ولم يستطع إقناع ابنه بالإيمان؟ لماذا لم ينجح في هداية زوجته؟"
وأضاف الجندى، أن هذه الأسئلة تتجاهل الحقيقة القرآنية، التي تؤكد أن الله سبحانه وتعالى لم يؤاخذ نوحًا على أفعال ابنه وزوجته، بل أشار إلى أن المسؤولية تقع على الفرد وحده، بدليل قوله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾، وهو ما يرسّخ مفهوم أن الأهلية الحقيقية ليست مجرد رابطة الدم، بل تقوم على الإيمان والعمل الصالح.
الخيانة في القرآن
وفي سياق حديثه عن قصة “نوح ولوط” عليهما السلام، شدد الشيخ خالد الجندي على ضرورة فهم معنى الخيانة التي وردت في حق زوجتيهما في القرآن الكريم، موضحًا أن البعض يفسرها بشكل خاطئ، بينما الحقيقة القرآنية تؤكد أن الخيانة هنا ليست خيانة فراش، بل خيانة عقيدة.
وقال خالد الجندي: "الله سبحانه وتعالى لا يدنس فراش الأنبياء، لذلك فالمقصود بالخيانة في الآيات هو خيانة العقيدة، أي عدم الإيمان بالله والرسالة التي جاء بها نوح ولوط عليهما السلام."، موضحا أن هذا النوع من الابتلاءات لم يكن ضعفًا في الأنبياء، بل كان جزءًا من رسالتهم، حيث تعرضوا للمعاناة الأسرية ليكونوا قدوةً للناس في الصبر والرضا بحكم الله.

التدبر القرآنية
وأكد الشيخ خالد الجندي، على أهمية إعادة قراءة القصص القرآني بوعي وتدبر، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن التفسيرات السطحية التي قد تؤدي إلى مفاهيم خاطئة.
وأضاف: "القرآن الكريم مليء بالحكم والدروس التي تحتاج إلى تأمل وتدبر، وليس مجرد قراءتها بسطحية، فكل قصة قرآنية جاءت لترسّخ قيمًا إيمانية عميقة، يجب أن ندركها ونطبقها في حياتنا."، مشيرا أن فهم المعاني الحقيقية وراء هذه القصص يساعد في تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز القيم الإسلامية التي تدعو إلى تحمل كل فرد مسؤولية أفعاله، وعدم تحميل الآخرين وزر أخطائهم.