عادل حمودة يكشف وثائق وشهادات محاولات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين لـ «مصر»

سلّط الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل حمودة الضوء على ما يُعرف بـ"خطة سيناء"، وهي سلسلة من المحاولات الإسرائيلية القديمة والممنهجة لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم، مشيرًا إلى أن هذه السياسات ليست وليدة الحرب الأخيرة، بل تعود جذورها إلى ما بعد نكبة 1948.
العدوان الإسرائيلي على اللاجئين
استعرض عادل حمودة، في حلقة جديدة من برنامج "واجه الحقيقة" على شاشة القاهرة الإخبارية، أولى محطات التهجير القسري، قائلاً إن القوات الإسرائيلية شنت هجمات متتالية على معسكرات اللاجئين في غزة بتاريخ 28 أغسطس 1953، في محاولة لإجبار السكان على عبور الحدود إلى الأراضي المصرية، نقلاً عن المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين أن العملية عُرفت باسم "خطة سيناء"، التي تبناها السياسي الإسرائيلي يغال ألون.
وأوضح عادل حمودة أن الخطة كانت تهدف إلى إفراغ القطاع من اللاجئين عبر توطينهم في سيناء والأردن وسوريا ولبنان، وجرى تقديمها ضمن خطة سياسية لتسوية إقليمية باستخدام الأموال كأداة ضغط لتنفيذ الترحيل.
خطة شارون لتفريغ غزة
أشار عادل حمودة إلى أن أرييل شارون، حين كان قائدًا للمنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، وضع خطة أخرى عام 1971، تقوم على نقل آلاف الفلسطينيين من غزة إلى سيناء التي كانت آنذاك تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ووفق ما عرض عادل حمودة، شملت الخطة نقل 12 ألف لاجئ إلى محطات لجوء داخل سيناء، بالإضافة إلى نقل مئات العائلات بالحافلات العسكرية إلى مدن مثل العريش، وإصدار تصاريح سفر إلى مصر تحت مسمى العمل أو الدراسة، إلى جانب تقديم حوافز مالية لتشجيع الهجرة.
الاستيطان بدلًا من الفلسطينيين
لم تقتصر خطط إسرائيل على تهجير الفلسطينيين فحسب، بل سعت إلى توطين اليهود في سيناء بعد احتلالها عام 1967، كشف عادل حمودة أن منظمة "نحال" شبه العسكرية أنشأت مستوطنة قرب بحيرة البردويل في أكتوبر 1967، ثم تبعتها مستوطنة أخرى في شمال سيناء أنشأتها حركة "مشاف".
كما أكد عادل حمودة تقدّمت الوكالة اليهودية بعدة مقترحات للحكومة الإسرائيلية لبناء مستوطنات زراعية في سيناء، وتم إنشاء مستعمرة "أوفيرا" في شرم الشيخ لتستوعب 17 ألف مستوطن.
شهادة عيان على مفاوضات السلام
شارك عادل حمودة تجربة شخصية، قائلاً: "خلال زيارتي إلى شرم الشيخ أثناء مفاوضات السلام بين الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، شاهدت مظاهرة لسكان مستوطنة إسرائيلية يرتدون زي الغوص، يطالبون بالبقاء في المنطقة".
وأشارعادل حمودة إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية خططت في 1972 لبناء مستوطنة "ياميت" على ساحل شمال سيناء، بطول 16 كيلومترًا، لكن بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، أُجبر الإسرائيليون على الرحيل، وتم تدمير المستوطنة بأيديهم قبل الانسحاب.

تهجير فلسطيني أم استيطان إسرائيلي؟
اختتم عادل حمودة تحليله بأن خطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من غزة ليست طارئة ولا ترتبط فقط بالحرب الأخيرة، بل تُشكّل جزءًا من عقيدة سياسية واستراتيجية طويلة الأمد، تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه، واستغلال سيناء كـ"حل بديل"، وهو ما ترفضه مصر رسميًا وشعبيًا وتعتبره تهديدًا للأمن القومي والقضية الفلسطينية على حد سواء.