عادل حمودة: مصر ترفض مشروع «غزة الكبرى».. وتهجير الفلسطينيين خط أحمر

كشف الكاتب الصحفي عادل حمودة، عن تفاصيل المخططات الإسرائيلية القديمة والجديدة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ضمن ما يُعرف إعلاميًا بمشروع "غزة الكبرى"، مؤكدًا أن الدولة المصرية رفضت هذا المخطط بشكل حاسم، حفاظًا على أمنها القومي ودعمًا للحقوق الفلسطينية.

نتنياهو طرح المشروع 

بدأ عادل حمودة حديثه، خلال تقديمه برنامج "واجه الحقيقة" على قناة القاهرة الإخبارية، بالتذكير بمحاولة سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عام 2010، حين عرض على الرئيس الراحل محمد حسني مبارك فكرة منح الفلسطينيين جزءًا من أرض سيناء لإقامة دولتهم، وهو ما قوبل حينها برفض مصري قاطع.

وأشار عادل حمودة إلى أن هذا العرض لم يكن مجرد اقتراح عابر، بل جزء من رؤية إسرائيلية استراتيجية تعتمد على تصدير الأزمة الفلسطينية إلى الخارج عبر مخططات التهجير القسري.

طوفان الأقصى أعاد المخطط 

وأكد أن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، والتي أشعلت فتيل الحرب على غزة، أعادت إلى الواجهة المخطط الإسرائيلي القديم، ولكن هذه المرة تحت ستار الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان.

وقال الكاتب الصحفي إن إسرائيل استخدمت أسلوب الحصار والتجويع والتدمير الشامل من أجل دفع الفلسطينيين قسرًا إلى مغادرة القطاع، حيث بلغ عدد الشهداء والمصابين والمفقودين تحت الأنقاض نحو 200 ألف فلسطيني، وسط تفاقم الأوبئة، وانعدام المياه، وغياب المأوى.

السيسي يعلن موقفًا حاسمًا

أشاد عادل حمودة بالموقف المصري الثابت بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن في أكثر من مناسبة أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خط أحمر، لأنه يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، كما أنه ينسف جوهر القضية الفلسطينية بتحويلها إلى أزمة إنسانية بدلاً من قضية احتلال.

وأوضح أن هذا الموقف الحازم لقي دعمًا شعبيًا واسعًا داخل مصر، حيث أيد الرأي العام رفض أي مخطط إسرائيلي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير الجماعي.

وثائق تكشف نوايا إسرائيل

وكشف عادل حمودة أن وثائق مسرّبة نشرتها مجلة "كالكاليست" التابعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" في أكتوبر 2024، أكدت أن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية كانت بالفعل بصدد تنفيذ خطة التهجير القسري للفلسطينيين إلى الأراضي المصرية.

وتشمل هذه الخطة ثلاث مراحل: "إنشاء مدن خيام في جنوب غرب غزة داخل سيناء، فتح ممرات إنسانية لنقل السكان من غزة إلى الداخل المصري، بناء مدن دائمة في شمال سيناء لتوطين المهجّرين؛ في المقابل، تسيطر إسرائيل على القطاع، وتمنح عددًا من الفلسطينيين إقامة دائمة داخل إسرائيل كجزء من المشروع طويل الأمد.

مصر تُحذّر من التهجير 

اختتم الكاتب الصحفي حديثه بالتأكيد على أن الموقف المصري لم يتغير، فقد رفضت الدولة بشكل قاطع تلك المخططات خلال المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس السيسي والمستشار الألماني أولاف شولتس في 18 أكتوبر 2023، محذرًا من أن مخطط التهجير لا يقف عند غزة، بل يمتد إلى الضفة الغربية بنية تهجير سكانها إلى الأردن.