خبير سياسي: دور مصر حاسم لضمان التزام الأطراف بالاتفاق في غزة

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن المفاوضات بشأن ملف غزة مستمرة حتى الآن في العاصمة القطرية الدوحة، مع جهود مكثفة من الجانبين المصري والقطري للتوصل إلى اتفاق نهائي قابل للتنفيذ على الأرض.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج «الساعة 6» على قناة «الحياة»، أوضح فهمي أن التفاؤل الذي رافق المفاوضات خلال الأيام الماضية كان مبالغًا فيه، نظرًا لتعقيدات الملف الأمنية الكبيرة.
ضبط إيقاع التفاوض
وأشار إلى أن الفريق الأمني المصري، بالتعاون مع الوسيط القطري، يواصل جهوده لتأمين الاتفاق من أي محاولات للمراوغة الإسرائيلية أو ردود فعل غير متوقعة من حركة حماس، مؤكدًا أن الدور المصري يتركز على ضبط إيقاع التفاوض وضمان التزام جميع الأطراف بما يتم الاتفاق عليه، خاصة في ظل التجارب السابقة التي شهدت خروقات متكررة.
وأوضح فهمي أن النقاشات الحالية تتركز على مساحة تحرك الجيش الإسرائيلي وحجم الانسحابات المطلوبة من بعض المناطق، مع محاولة إسرائيل كسب نقاط تفاوضية في مراحل التنفيذ، بينما الخلاف الأساسي يتمحور حول آلية إدخال المساعدات الإنسانية وتوقيت الانسحابات الفعلية من مناطق التوتر.
الوضع في غزة
وفي وقت سابق، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن ملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وفتح معبر رفح يشكلان جوهرًا حاسمًا في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية، موضحًا أن هذه القضايا تُعد من النقاط العالقة التي تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الأطراف المعنية، لا سيما مصر، إسرائيل، والسلطة الفلسطينية.
وأضاف طارق فهمي، خلال مداخلة هاتفية على شاشة قناة "إكسترا نيوز"، أن المفاوضات لا تتوقف فقط عند الشق العسكري أو الأمني، بل تشمل ملفات إنسانية معقدة ترتبط بواقع سكان غزة، وعلى رأسها ضمان وصول المساعدات دون عراقيل.
إسرائيل تشترط الرقابة
أوضح طارق فهمي أن مسألة حركة المساعدات الإنسانية وآلية توزيعها ما زالت محل نقاش واسع داخل أروقة التفاوض، مشيرًا إلى أن الجانب الإسرائيلي يصرّ على فرض رقابة مشددة لمنع ما يسميه بـ"تسلل مواد مزدوجة الاستخدام" قد تُستغل عسكريًا.
في المقابل، تصر الأطراف الفلسطينية والوسطاء الدوليون، خاصة مصر وقطر، على ضرورة ضمان تدفق مستدام ومنتظم للمساعدات، دون تعقيدات أمنية تُفاقم الأزمة الإنسانية القائمة، مؤكدين أن احتياجات المدنيين لا يمكن أن تخضع للابتزاز السياسي أو العسكري.