"بوتين" يحاول إقناع إيران بقبول اتفاق نووي يمنعها من تخصيب اليورانيوم

كشف أكسيوس محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إقناع إيران بالقبول باتفاق نووي مع الولايات المتحدة يمنعها من تخصيب اليورانيوم، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها.
في سياق متصل ،كشف موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك مسؤولين إيرانيين، دعمه الكامل للتوصل إلى اتفاق نووي جديد يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم بشكل كامل.
موسكو شجعت طهران على قبول صيغة "صفر تخصيب"
وذكرت المصادر أن موسكو شجعت طهران على قبول صيغة "صفر تخصيب"، وهو موقف أكده بوتين في اتصالاته الأخيرة مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما تم إبلاغ الحكومة الإسرائيلية بهذا التوجه، بحسب مسؤول إسرائيلي قال: "نعلم أن هذا ما قاله بوتين للإيرانيين".
وأشار التقرير إلى أن مسؤولين روس أبلغوا الإيرانيين عدة مرات خلال الأسابيع الماضية بضرورة التخلي عن التخصيب لتسهيل التفاوض مع واشنطن، لكن إيران رفضت هذا الطرح، مؤكدة تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق نووي محتمل.
وأوضحت المصادر أن روسيا عرضت في المقابل تزويد إيران باليورانيوم المخصب بنسبة 3.67% لاستخدامه في محطات الطاقة، إضافة إلى كميات محدودة مخصبة بنسبة 20% لتغذية مفاعل طهران للأبحاث وإنتاج النظائر المشعة.
إيران تنقل اليورانيوم خلف الأسوار العسكرية.. هل بدأ فصل جديد من المواجهة؟
كشفت مصادر دبلوماسية في عواصم أوروبية عن نتائج تقارير أمريكية سرية عالية المستوى، تفيد بأن إيران قامت بتوزيع نحو 90% من مخزونها من اليورانيوم المخصب على مواقع عسكرية ذات حماية استثنائية، بهدف حمايته من أي تهديد تقني أو عسكري محتمل.
بحسب مصدر دبلوماسي فرنسي في بروكسل، فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن المواقع التي تم نقل اليورانيوم الإيراني المخصب إليها، والبالغ عددها ما بين 10 و15 موقعًا، تقع داخل منشآت عسكرية شديدة التحصين أو في محيطها، ويقع بعضها على عمق يصل إلى 150 مترًا تحت الأرض، وتخضع لتدابير أمنية صارمة تجعل من استهدافها عسكريًا مهمة بالغة التعقيد.
حماية معقدة ونقل محتمل
وأوضح المصدر أن التعامل مع هذه المواقع لا يتم عبر ضربات جوية تقليدية، وإنما يتطلب عمليات عسكرية معقدة تشمل إنزالًا جويًا وقوات خاصة للسيطرة على المواد ونقلها إلى خارج البلاد، وهي مهمة شبه مستحيلة دون خسائر كبيرة ، وتشير هذه التفاصيل إلى صعوبة أي تحرك أمريكي أو إسرائيلي مباشر ضد هذا المخزون دون استعداد عسكري نوعي ومسبق.
وأشار المصدر إلى أن من بين أحدث المخابئ التي نقلت إليها كميات من اليورانيوم، موقع عسكري في مدينة شاهرود بمحافظة سمنان، إضافة إلى موقع آخر داخل سلسلة جبال زاجروس، هذه المواقع، بحسب المصدر، تلقت تجهيزات تأمينية وتقنية متطورة، وتم إدراجها ضمن قائمة أهداف الرصد الاستخباراتي الأمريكي، لكن دون اتخاذ إجراءات قصف مماثلة لتلك التي نُفّذت في موقعي فوردو ونطنز سابقًا.
وفيما قدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية كمية اليورانيوم الإيراني المخصب بدرجة نقاء 60% بحوالي 400 كيلوجرام، شكك المصدر الفرنسي في صحة هذا الرقم، مشيرًا إلى أن الكمية الفعلية قد تصل إلى 600 كيلوجرام، ما يعزز المخاوف من أن طهران تواصل تقدمها نحو نقطة "الاختراق النووي".
خلافات حول الجهة المستقبلة
من جانب آخر، كشف مصدر دبلوماسي رفيع من بعثة عربية في العاصمة السويدية ستوكهولم، عن وجود نقاشات داخل طهران بشأن "الجهة المحايدة" التي يمكن نقل اليورانيوم الإيراني المخصب إليها في حال التوصل إلى اتفاق مستقبلي مع الولايات المتحدة.
وبينما تفضل الدول الغربية – خاصة الولايات المتحدة – نقل هذا المخزون إلى روسيا، تسعى إيران إلى إقحام الصين كوجهة موازية، أو على الأقل توزيع الكميات بين موسكو وبكين، في إطار استراتيجية تقوم على تعدد الضمانات وتوازن النفوذ.
وتهدف طهران من هذا الطرح، بحسب المصدر، إلى منع أي دولة منفردة – حتى لو كانت حليفة – من احتكار السيطرة على مخزونها النووي، إلى جانب تعزيز موقفها التفاوضي أمام الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بمسائل رفع العقوبات والضمانات المستقبلية لأي اتفاق نووي محتمل.