ما هي عوائق الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟ باحث يجيب

 كشف الباحث السياسي نزار نزال عن تفاصيل دقيقة حول مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، مشيراً إلى أن 80-90% من بنود الاتفاقية تم الاتفاق عليها، لكن الخلافات حول إنهاء الحرب بشكل نهائي ما زالت تشكل عائقاً رئيسياً. 

الاتفاق قريب لكن الخلافات مستمرة 

و أوضح نزال  في مداخلة هاتفية لقناة "اكسترا نيوز" أن الأطراف المتصارعة، بما في ذلك إسرائيل وحركة حماس والوساطة الأمريكية، تتجه نحو إبرام هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، تليها مفاوضات لوقف إطلاق نار ممتد، لكن إسرائيل ترفض أي وقف دائم للحرب، بينما تطالب حماس بإنهائها كلياً والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. 

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لهدنة مؤقتة لتخفيف الضغط الشعبي عليه، خاصة مع تزايد الاحتقان الداخلي وتململ الجيش الإسرائيلي من الخسائر المتكررة في غزة. 

وكشف نزال أن إسرائيل تخطط لاستغلال فترة الهدنة في تجميع الفلسطينيين في مدينة رفح، تمهيداً لترحيلهم لاحقاً عبر مطار رامون، ضمن ما وصفه بـ"خطة التهجير الكبرى". 

وأضاف أن إسرائيل تتمسك بالبقاء في محور "موراك" الاستراتيجي، وهو ما ترفضه حماس باعتباره فخاً لاستمرار السيطرة على القطاع. 

الأسرى والسلاح.. أوراق حماس الأقوى 

و أكد الباحث السياسي أن حركة حماس تعتبر ملف الأسرى والسلاح ورقتها الأقوى في المفاوضات، ولن تتنازل عنهما رغم الضغوط،  كما أشار إلى أن المقاومة في غزة غيرت تكتيكاتها العسكرية، وأصبحت قادرة على إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، ما قد يُحدث زلزالاً في الشارع الإسرائيلي إذا تم أسر جنود إسرائيليين. 

وعلق نزال على الدعوات الدولية للاعتراف بدولة فلسطين، مثل تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووصفها بالمنافقة، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لم يقدم ضغوطاً حقيقية على إسرائيل. وأكد أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، مستشهداً بتصريحات مسؤولين إسرائيليين مثل أفيغدور ليبرمان الذي دعا إلى "الرحيل من غزة" بعد الخسائر العسكرية. 

ماذا بعد الـ60 يوماً؟ 

توقع نزال أن تعود إسرائيل بعد الهدنة إلى "الحرب الاستنزافية" باستخدام تكتيكات الصراع الرأسي (استهداف القادة)، مشيراً إلى أن نتنياهو لن يوقف الحرب بشكل كامل لأن ذلك يعني نهاية حزبه وسقوطه السياسي  .

واختتم الخبير السياسي نزال نزال حديثه محذراً من أن إسرائيل لن تلتزم بوقف إطلاق النار الدائم، وأن الصراع قد يمتد حتى الانتخابات الإسرائيلية في 2026، ما لم تستمر المقاومة الفلسطينية في زيادة كلفة الحرب على الاحتلال.