«قد تدمّر الروصيرص».. مصر تحذّر من تصرّفات إثيوبية “عشوائية” بشأن سد النهضة

حذّرت مصر رسميًا من خلال تصريحات وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم من المخاطر الجسيمة المترتبة على استمرار إثيوبيا في اتخاذ إجراءات وصفتها بـ”العشوائية” والمتعمدة أحيانًا فيما يخص إدارة وتشغيل سد النهضة، مؤكدةً أن أي خطأ تقني أو تصرّف غير منسق قد يقود إلى تدمير سد الروصيرص السوداني، ما ينذر بعواقب كارثية ليس فقط على السودان بل على مصر أيضًا.
مصر تحذّر من تصرّفات إثيوبية “عشوائية” بشأن سد النهضة
وأوضح الدكتور هاني سويلم ، أن السودان يظل الأكثر تأثرًا على المدى القريب وان سد الروصيرص السوادني يقع على بعد نحو 100 كيلومتر فقط من سد النهضة، ما يجعل الفترة الزمنية بين التصريف الإثيوبي ووصول المياه إلى الروصيرص لا تتجاوز ساعات قليلة، بما يحد من قدرة السودان على اتخاذ أي إجراءات فنية أو طوارئ لامتصاص التدفق المفاجئ.
وأضاف أن مصر تتابع بدقة وحذر طول الوقت أي تحركات إثيوبية تتعلق بملء أو تصريف المياه، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج عددًا من الأيام حتى تصل إليها المياه، مما يمنحها مساحة أكبر نسبيًا للمتابعة والرد ، لكن في المقابل ،يبقى السودان عاجزًا عن استيعاب ردات الفعل السريعة، وهو ما يستدعي ضرورة التنسيق الوثيق بين القاهرة والخرطوم.
وتابع : السودان لم يوقّع على اتفاق المبادئ النهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، نظرًا إلى ما اعتبره تضررًا مباشرًا من تلك الممارسات الأحادية.
وفي سياق متصل، اكد وزير الري في تصريحات تليفزيونية أن إثيوبيا تواصل التصرف منفردة دون تقديم أي ضمانات فنية واضحة حول أمان تشغيل السد، رغم التحذيرات المتكررة من احتمال تضرر البنية التحتية للسدود السودانية في حال حدوث تصريف مفاجئ أو خلل في عملية التشغيل.
وشددت على أن التنسيق بين مصر والسودان يمثل خط الدفاع الأهم في مواجهة أي تطورات طارئة تتعلق بالسد، مع التأكيد على التزام مصر بمبدأ عدم الإضرار بأي طرف، لكنها في الوقت نفسه تحتفظ بحق اتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان أمنها المائي وسلامة شعبي وادي النيل.
اهتمام من القيادة السياسية
وأضاف وزير الري، أن هناك اهتمام من القيادة السياسية بشكل يومي وأسبوعي ومراجعة ما يتم فيه وملف المياه بشكل عام والسد الاثيوبي بشكل خاص، مؤكدا أن هذا موضوع ترقب مؤسسات كثيرة من الدولة ولقاءات مختلفة مع مؤسسات الدولة لتقييم الوضع المائي في مصر.
تم الاعلان عن اكتمال السد الاثيوبي أكثر من مرة
وأشار وزير الري، إلى أنه تم الاعلان عن اكتمال السد الاثيوبي أكثر من مرة وما يعنينا في مصر هو ما تم حجزه من مياه وكيف يتم تصريف هذه المياه في توقيتات مختلفة أما الخطاب السياسي الذي يخاطب مشاعر الناس في اثيوبيا هو لتحسين الصورة الذهنية لها.
في وقت سابق،وجّه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد دعوة مفاجئة لكل من مصر والسودان لحضور افتتاح سد النهضة، المقرر في شهر سبتمبر المقبل، معلنًا اكتمال بناء المشروع بنسبة تفوق 98.9%.
آبي أحمد يعلن انتهاء بناء سد النهض
وفي كلمة له أمام البرلمان الإثيوبي، قال آبي أحمد: "انتهى بناء سد النهضة، وسنفتتحه في نهاية فصل الصيف، شهر سبتمبر، رغم محاولات البعض تعطيله. رسالتي لدول المصب هي أن سد النهضة نعمة لمصر والسودان".
وأضاف أن السد سيعود بالنفع على الجميع، مؤكدًا أن إثيوبيا لا تسعى للإضرار بأي طرف: "التنمية والطاقة التي سيولدها السد ستخدم جميع الدول، وسد أسوان المصري لم يتأثر منه بأي نقص في المياه. طالما أن إثيوبيا مزدهرة ومتطورة، فلا نريد أي ضرر لإخواننا المصريين أو السودانيين".
وشدد على استمرار بلاده في خيار الحوار، قائلًا: "ما زلنا مستعدين للتفاوض والعمل مع دول المصب، وندعو مصر والسودان رسميًا، وكذلك حكومات دول المصب، لمشاركتنا فرحة افتتاح السد في سبتمبر".
تنسيق مشروع السد
من جانبه، زعم مدير مكتب تنسيق مشروع السد، أريغاوي برهي، أن نسبة الإنجاز تجاوزت 98.9%، معتبرًا المشروع "حلمًا قوميًا تحقق بعد 14 عامًا"، ومؤكدًا أن السد تم تشييده دون الاعتماد على أي قروض أو مساعدات خارجية.
وتأتي هذه التصريحات عقب انتقادات لاذعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إن سد النهضة بُني بـ"تمويل غبي" من الولايات المتحدة، واتهمه بأنه "يمنع المياه عن مصر"، وهو ما نفته إثيوبيا بشدة.