تعدد الأذان يوم الجمعة.. ماذا قال النبي وماذا أضاف عثمان رضي الله عنه؟

أجابت دار الإفتاء المصرية عما ورد إليها من سؤال " الأذان يوم الجمعة هل هو أذان واحد عندما يصعد الخطيب المنبر أم أنه أذانان أحدهما عند أذان الظهر والآخر بعد صعود الإمام إلى المنبر؟"بأن الأذان هو الإعلام بدخول الوقت، والأذان يوم الجمعة كان أوله إذا صعد الإمام المنبر، فعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: "كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان عهد عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداءَ الثالث على الزوراء، ولم يكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤذن غير واحد". رواه البخاري، فالحديث دليل على مشروعية الأذان الأول الذي يكون عند دخول وقت الجمعة الظهر وكذلك مشروعية النداء الثاني الذي يكون بين يدي الإمام الخطيب، وعندما أمر سيدنا عثمان بالنداء الثالث على الزوراء كان ذلك بحضور جمع من الصحابة رضي عنهم ولم ينكر عليه أحد فعله هذا، فكان هذا إجماعًا سكوتيًّا منهم، والإجماع السكوتي حجة كما قال علماء الأصول رضي الله عن علمائنا جميعًا.
وعليه وفي واقعة السؤال: فإن الأذان الأول مشروع بالأدلة الصحيحة، وإن النداء يوم الجمعة يكون ثلاث مرات: الأول عند دخول الوقت وقبل صعود الإمام المنبرَ، والثاني بعد صعود الإمام وقبل البدء بالخطبة، والثالث الإقامة للصلاة.
1. ما يجب قوله عند سماع الأذان
عند سماع الأذان، يشرع للمسلم أن يردد بعد المؤذن ما يقوله في الأذان، أي:
• “الله أكبر، الله أكبر” (يقولها مع المؤذن).
• “أشهد أن لا إله إلا الله”.
• “أشهد أن محمدًا رسول الله”.
• “حي على الصلاة، حي على الفلاح” (يرددها مع المؤذن).
• “لا حول ولا قوة إلا بالله” (عند قول المؤذن: “حي على الصلاة”).
2. الدعاء بعد الأذان
بعد أن ينتهي المؤذن من الأذان، يُستحب للمسلم أن يدعو بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. في الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يسمع المؤذن: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة” (رواه البخاري).
هذا الدعاء هو من الأدعية المستحبة التي تُقال بعد سماع الأذان، ويعد من أسباب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم يوم القيامة.
3. الحكمة من ترديد الأذان والدعاء بعده
الهدف من ترديد الأذان هو إظهار إجلال الله سبحانه وتعالى والاعتراف بفضله ونعمه على العباد، وكذلك تهيئة القلب للصلاة. أما الدعاء بعد الأذان، فيعتبر وسيلة لطلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والتقرب إلى الله
الدعاء بين الأذان والإقامة:
يعتبر الوقت بين الأذان والإقامة من الأوقات المباركة التي يُستجاب فيها الدعاء. وهذا يعني أن المسلم يمكنه أن يدعو الله بما يشاء خلال هذا الوقت، سواء كانت حاجاته الشخصية أو دعاءً عامًّا للمسلمين. فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “من دعاء بين الأذان والإقامة لم يُرد” (رواه الترمذي).
هذا يشير إلى أن الدعاء في هذا الوقت لا يُرد، ويُستحب أن يستغله المسلم في طلب المغفرة، الهداية، ونجاح الأمور الدنيوية والأخروية. وهي فرصة عظيمة لرفع الحاجات إلى الله في وقت محبب، لأن الله سبحانه وتعالى يجيب الدعوات في هذا الوقت المبارك