هل نعيش يومًا على المريخ؟.. خبير بوكالة الفضاء الألمانية يكشف التفاصيل
كشف المهندس أحمد فريد، الخبير بوكالة الفضاء الألمانية، عن تفاصيل مثيرة حول استعدادات البشرية للعيش على كوكب المريخ والتحديات العلمية والهندسية التي تواجه هذه المهمة التاريخية،مؤكدًا أن التجارب الحالية في محاكاة بيئة المريخ، مثل تلك الجارية في صحراء يوتا الأمريكية، تمثل خطوات أولى نحو فهم كيفية تأقلم البشر مع الحياة خارج الأرض.
و أوضح فريد في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخباربة " أن المواقع الأرضية مثل صحراء يوتا تُستخدم لمحاكاة الشكل العام لسطح المريخ، وليس الظروف المناخية القاسية التي يتميز بها الكوكب الأحمر.
وأضاف هذه التجارب تهدف إلى تهيئة الرواد نفسيًا وجسديًا للحياة في بيئة معزولة، حيث سيعيشون داخل كبائن مغلقة مصممة لحمايتهم من الإشعاع والجو غير الصالح للتنفس. الحياة على المريخ ستكون بالداخل فقط، وليس بالخارج كما على الأرض.
وأشار إلى أن هذه الكبائن مجهزة بأجهزة متطورة تحاكي أنظمة دعم الحياة، مثل إعادة تدوير الهواء والماء، والتي ستكون ضرورية للبقاء على المريخ.
التحديات الرئيسية
حدد فريد أبرز التحديات التي توخطط وكالات الفضاء للتغلب عليها منها الإشعاع الكونيو غياب الغلاف المغناطيسي القوي على المريخ يعرض البشر لمستويات عالية من الإشعاع، مما يتطلب بناء مساكن تحت السطح أو استخدام مواد عازلة ، بالاضافة الي الجاذبية المنخفضة التي تبلغ فيها جاذبية المريخ 38% من جاذبية الأرض، مما قد يسبب ضمورًا عضليًا وهشاشة عظام للرواد على المدى الطويل، مع الغبار المريخي وهو جزيئات الغبار الدقيقة قد تدمر المعدات وتضر بالرئتين إذا دخلت المساكن.
محطة "الجيت واي" والقمر
و كشف فريد عن استراتيجية ناسا وشركائها لاستخدام القمر كنقطة انطلاقو سيتم بناء محطة 'الجيت واي' الفضائية في مدار حول القمر، لتكون محطة ترانزيت للبعثات المتجهة إلى المريخ. هناك، سنختبر تقنيات البناء في الجاذبية المنخفضة ونطور أنظمة دعم الحياة طويلة الأمد.
وعند سؤاله عن التحديات النفسية، أشار فريد إلى أن التجارب الحالية تركز على مراقبة سلوك البشر في العزلةو الرواد الذين سيسافرون إلى المريخ ليسوا المتدربين الحاليين، لكن هذه الاختبارات تُجري لدراسة تأثير العزلة الطويلة. بعض الناس يعتقدون أن العزلة علاج، لكنها في الفضاء قد تكون اختبارًا قاسيًا للصحة العقلية.
هل نصل إلى المريخ بحلول 2029؟
علق فريد على تصريحات إيلون ماسك حول إرسال بشر إلى المريخ بنهاية العقد الحالي قائلا:التكنولوجيا قد تسمح نظريًا بالوصول، لكن الجانب البشري أكثر تعقيدًا، فالدينا بالفعل مركبات على سطح المريخ مثل 'برسيفيرنس'، لكن تهيئة الظروف لبقاء البشر تتطلب وقتًا أطول.
واختتم الخبير بوكالة الفضاء الألمانية ، الخيال العلمي أصبح قاب قوسين من الواقع، لكن الطريق لا يزال طويلًا،و كل تجربة اليوم هي لبنة في صرح مستقبل يعيش فيه البشر على كواكب متعددة.
يذكر أن وكالة الفضاء الأوروبية تتعاون مع نظيرتها الألمانية في مشاريع محاكاة المريخ، بينما تستعد ناسا لإطلاق بعثات مأهولة إلى القمر كجزء من برنامج "أرتميس" تمهيدًا للمريخ.
