هل يجوز الذهاب للعمرة مع الأم فقط دون وجود محرم؟ الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز للمرأة أن تسافر لأداء مناسك العمرة بصحبة والدتها أو بصحبة رفقة مأمونة، دون اشتراط وجود محرم.
وأوضحت الدار، في فتوى رسمية، أن السفر لأداء العبادة لا يُشترط فيه وجود المحرم إذا أُمنت الطريق، وكان بصحبة مجموعة من النساء الثقات أو مع تأمين الوسائل الحديثة التي تضمن سلامة المرأة في سفرها، خاصة إذا كان الغرض عبادة مشروعة كالحج أو العمرة.
وأضافت أن النصوص الشرعية التي وردت في النهي عن سفر المرأة بلا محرم، حملها جمهور العلماء على حالات انعدام الأمان أو خشية الفتنة، أما إذا توفر الأمن وزالت أسباب المخاوف، فيجوز لها أن تسافر لأداء العبادة، كما هو حال السفر في هذا العصر عبر وسائل النقل الحديثة وتحت إشراف جهات منظمة.
آراء الفقهاء:
أولا : المالكية والشافعية
• يجوز للمرأة السفر بدون محرم لأداء العمرة أو الحج الفرض بشرط أن تكون بصحبة نسوة ثقات أو رفقة مأمونة، وتكون الطريق آمنة.
• استندوا إلى قوله تعالى: ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً﴾ [آل عمران:97] على أن “الاستطاعة” تشمل الزاد والراحلة فقط، ولا يلزم معها محرم أو زوج
-استدلوا كذلك بحديث عديّ بن حاتم، الذي قال فيه النبي ﷺ: «… حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد» في حال أمن المرأة على نفسها .
الحنفية والحنابلة (المشهور عنهم)
• يرون تحريم سفر المرأة بلا محرم لمسافة تزيد عن مسيرة يومٍ وليلة، سواء للعبادة أو غيرها، مستندين إلى أحاديث:
• «لا تسافر امرأة… مسيرة يوم وليلة إلا مع محرم»
• «لا تسافر المرأة إلا مع ذو محرم»
فضائل العمرة :
1. تكفِّر الذنوب وتمحو الخطايا
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ»
رواه البخاري (1773) ومسلم (1349).
المعنى: العمرة تكفّر الذنوب التي بين عمرتين إذا لم تكن من الكبائر.
2. من أفضل أنواع الجهاد للمرأة
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قلتُ: يا رسولَ الله، هل على النساءِ جهادٌ؟ قال:
«نعم، عليهنَّ جهادٌ لا قتالَ فيه: الحجُّ والعمرة»
رواه أحمد وابن ماجه (حديث حسن).
المعنى: أُعطيت المرأة في العمرة والحج فضل الجهاد لما فيه من مشقة وأجر.
3. تطهير للنفوس وتعظيم لشعائر الله
قال تعالى:﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]
ومن أعظم شعائر الله: زيارة بيته الحرام، والطواف به، والسعي بين الصفا والمروة.
4. فيها مضاعفة للأجور في المكان الأقدس
عن النبي ﷺ:«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه»
رواه أحمد وابن ماجه (حديث صحيح).
فكيف بالعمرة التي تُؤدى فيها الطواف والسعي والصلاة في الحرم المكي!
5. دعوة مستجابة في مواضع البركة
قال ﷺ:«الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر، وفدُ الله؛ دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم»
رواه ابن ماجه (2893).
دعاء المعتمر عند الكعبة وفي الحرم له فضل عظيم، لأنه من “وفد الله”.
6. سبب لمغفرة الذنوب وقبول الأعمال ورد أن الصحابة كانوا يحرصون على تكرار العمرة كلما استطاعوا، واعتبروها فرصة عظيمة لمحو الخطايا وتجديد العهد مع الله.
7. العمرة في رمضان تعدل حجة
قال النبي ﷺ لامرأة من الأنصار:«فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي»
رواه البخاري (1782) ومسلم (1256).
أي أن العمرة في رمضان في الأجر والثواب كمن حج مع النبي ﷺ