محمود الهباش: إنجراف الاعلام خلف الأحداث الكبرى على حساب القضية الفلسطينية

في ظل انشغال الرأي العام العالمي والإعلام الدولي بالتصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، حذر دكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، من أن إسرائيل تستفيد من هذا الانشغال لتكثيف عدوانها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس مشيرًا الي إنجراف الاعلام خلف الأحداث الكبرى على حساب القضية الفلسطينية.
أشار الهباش في مداخلة هاتفية لقناة"النيل للاخبار"إلى أن الضوء الإعلامي والسياسي تحول بالكامل نحو المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية بينما تواصل قوات الاحتلال عمليات القتل اليومي، والتهجير القسري، وهدم المنازل، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى انتهاكاتها المتصاعدة في المسجد الأقصى.
الانشغال العالمي بالصراع الإسرائيلي-الإيراني "غطاء" لجرائم الاحتلال
وأكد الهباش على "اتساع الحدث وكبره"، في إشارة إلى التصعيد الإقليمي الأخير، سحب الأضواء عما يجري في غزة، ناهيك عن الضفة الغربية والقدس، مضيفًا ان إسرائيل استغلت انشغال العالم والإعلام ومراكز صنع القرار بما يحدث بينها وبين إيران، لتستفرد بالضفة الغربية وتوسع اعتداءاتها.
وتابع: هناك قتل يومي، ومئات الأسر الفلسطينية في شمال الضفة تم تهجيرها قسراً، وعشرات المنازل تُهدم يومياً، بالإضافة إلى الاستهداف الممنهج للمسجد الأقصى والمقدسيين.
الضفة الغربية: جريمة صمت عالمي
وأشار الهباش إلى أن جرائم الاحتلال في الضفة الغربية أصبحت "مُهمَّشة إعلامياً"، رغم أنها تتسارع بشكل غير مسبوق، فخلال الأشهر الماضية، شهدت الضفة تصعيداً خطيراً في عمليات القتل والاعتقالات والاقتحامات، خاصة في مدن مثل جنين ونابلس وطولكرم، حيث تتعرض مخيمات اللاجئين لهجمات متكررة.
كما لفت إلى أن إسرائيل تواصل سياسة التهجير الممنهج، خاصة في مناطق مثل "خلة الفحمة" و"مخيم عزبة الطبيب" في جنين، حيث تجبر العائلات على مغادرة منازلها تحت تهديد السلاح، لصالح توسيع المستوطنات.
القدس والأقصى تحت الاستهداف
وأكد : الهباش أن إسرائيل "تستقوي" على المقدسيين والأقصى في ظل غياب الرقابة الدولية، مضيفًا الاعتداءات على الأقصى لم تتوقف بل زادت، خاصة خلال شهر رمضان، حيث منع آلاف المصلين من الوصول إلى المسجد، بينما تواصل الجماعات الاستيطانية اقتحاماته تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
وأضاف :أن سياسة التهويد في القدس تتسارع، مع استمرار مصادرة الأراضي وهدم المنازل الفلسطينية، مثل ما حدث في حي الشيخ جراح وبلدة سلوان، بهدف تغيير الطابع الديموغرافي للمدينة.
واشار: الهباش إلى أن العدوان على غزة "لم يتوقف"، لكنه لم يعد يحظى بنفس الاهتمام الإعلامي السابق، فبعد أشهر من الحرب الدامية التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى، لا تزال إسرائيل تفرض حصاراً خانقاً على القطاع، بينما يتجاهل المجتمع الدولي معاناة مليوني فلسطيني يعيشون تحت القصف والحصار.
واختتم الهباش حديثه بنداء إلى المجتمع الدولي والإعلام العالمي، مطالباً بعدم الانجراف خلف الأحداث الكبرى على حساب القضية الفلسطينية، مشيرًا الي ما يحدث في الضفة والقدس على انه جزء من سياسة إبادة بطيئة، وإذا استمر الصمت، فسيؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية لا يمكن إغاثتها.