الصحة العالمية:غزة تواجه خطر تفشي الأمراض المعدية بشكل غير مسبوق في العالم

قال طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن قطاع غزة يواجه خطر تفشي الأمراض المعدية بشكل غير مسبوق في العالم بسبب غياب المياه النظيفة وتدهور خدمات النظافة الأساسية، مشيرًا إلى ازدياد حالات الأمراض التنفسية وسوء التغذية، فضلًا عن صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
الصحة العالمية
وأضاف، خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المنظمة سجلت حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال والكبد الوبائي، موضحًا أن آلاف الأطفال بحاجة إلى إخلاء عاجل لتلقي العلاج. كما أشار إلى أن النساء الحوامل يعانين من انعدام الوصول إلى خدمات الولادة، وأن هناك أطفالًا يموتون بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية.
وأكد ياساريفيتش أن جميع المؤشرات تدل على تفاقم الأزمة الصحية، ما لم يتم توفير الوقود والمياه النظيفة وظروف آمنة للعاملين. وأوضح أن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة ضروري لاحتواء الكارثة، مشددًا على أن غزة بحاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ أرواح المدنيين ووقف الانهيار الصحي الشامل.
في سياق اخر ، صدر تقرير جديد عن منظمة الصحة العالمية (WHO) يكشف أرقامًا صادمة عن تأثير الوحدة على الصحة العامة، مؤكدًا أن الشعور بالوحدة يودي بحياة نحو 100 شخص كل ساعة، أي ما يزيد عن 871 ألف حالة وفاة سنويًا!
الوحدة.. أزمة صحية عالمية في ثوب صامت
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن واحدًا من كل ستة أشخاص يعاني من الوحدة بدرجات متفاوتة، ما يجعلها قضية صحية لا تقل خطورة عن الأمراض المزمنة. ويشير التقرير إلى أن الوحدة لا تقتصر على الشعور بالحزن أو الفراغ، بل تحمل في طياتها آثارًا جسدية ونفسية عميقة، تصل إلى حد الوفاة المبكرة.
تعرف المنظمة "الاتصال الاجتماعي" بأنه الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد مع بعضهم البعض، بينما تُعرّف "الوحدة" بأنها الشعور المؤلم الناتج عن الفجوة بين العلاقات الاجتماعية التي نتمناها وتلك التي نعيشها فعليًا.
من الأكثر تضررًا؟
رغم أن الوحدة تطال جميع الفئات العمرية، إلا أن التقرير يُبرز أن الشباب وسكان الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط هم الأكثر عرضة للمعاناة.
وتعلق تشيدو مبيمبا، الرئيسة المشاركة للجنة الاتصال الاجتماعي بمنظمة الصحة العالمية، قائلة:
"حتى في عالم متصل رقميًا، يشعر كثير من الشباب بالوحدة، ويجب أن نضمن أن التكنولوجيا تعزز العلاقات، لا أن تضعفها".
شاشة الهاتف ليست صديقك!
يشير التقرير إلى أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، خاصة بين الشباب، يؤدي إلى تراجع جودة العلاقات الاجتماعية الحقيقية. فالتفاعلات الرقمية قد لا تكون بديلًا كافيًا عن التواصل الإنساني الواقعي، بل قد تزيد من الشعور بالعزلة وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
الصحة في خطر: من الاكتئاب إلى الجلطة
أوضح التقرير أن الوحدة والعزلة الاجتماعية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بـ(الجلطات الدماغية وأمراض القلب،السكري ،التدهور المعرفي
الاكتئاب والقلق، والأفكار الانتحارية ومعدلات وفاة مبكرة)، في المقابل، تُعد العلاقات الاجتماعية القوية وسيلة فعّالة للحماية من هذه المخاطر، إذ تساهم في تحسين المناعة وتقليل الالتهابات وتعزيز الصحة النفسية والجسدية.
خريطة طريق نحو مجتمعات أكثر ترابطًا
للتعامل مع هذه الأزمة، اقترحت منظمة الصحة العالمية خطة عمل دولية ترتكز على خمسة محاور رئيسية:
1. السياسات العامة التي تعزز الاندماج الاجتماعي
2. البحث العلمي لفهم جذور الظاهرة
3. التدخلات المجتمعية لربط الأفراد ببعضهم البعض
4. أدوات قياس دقيقة لرصد التغيرات
5. إشراك الرأي العام في تغيير الصورة النمطية حول الوحدة