كاتب صحفي: وكالة "الأونروا" تمثل الضمان الآمن لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة

في ظل تصاعد الاتهامات الأممية لإسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب وتحويل نقاط توزيع المساعدات إلى "مصائد موت"، دعا الكاتب الصحفي جمال رائف إلى تفعيل دور وكالة "الأونروا" كآلية وحيدة وعادلة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، محذرًا من استمرار ما وصفه بـ"جرائم الحرب" التي ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وشدد رائف في مداخلة هاتفية على أن الآلية الحالية لتوزيع المساعدات والتي تشرف عليها إسرائيل عبر شركات محايدة تحولت إلى أداة قتل ممنهج، مشيرًا إلى أن مئات الفلسطينيين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء والدواء.
"الأونروا" هي الحل الوحيد
أكد رائف أن الحل الأمثل يكمن في إعادة تفعيل دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وتمكينها من أداء مهامها دون عوائق، قائلًا: يجب ألا يُستبدل دور الأونروا بأي جهة أخرى، ما نراه الآن هو جريمة حرب واستخدام المساعدات كفخاخ لاستدراج المدنيين وقتلهم هذه ليست آلية إنسانية، بل أداة حرب تستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
كما أشاد بالجهود المصرية الحثيثة لإدخال المساعدات، لكنه حذر من أن التعامل مع البدائل الإسرائيلية يعني إضفاء شرعية على سياسة "القوة الغاشمة" بدلًا من القانون الدولي.
المساعدات "غير الإنسانية"
استند رائف إلى تقارير أممية حديثة كشفَت تعمد القوات الإسرائيلية استهداف المتجمهرين حول نقاط التوزيع، قائلًا:إسرائيل ترفع شعار المساعدات الإنسانية، لكنها على الأرض تنفذ أبشع أشكال العقاب الجماعي، هذا ليس تجويعًا فحسب، بل إبادة ممنهجة بغطاء دولي صامت.
وأشار إلى أن شركة غزة للمساعدات الإنسانية التي تشرف إسرائيل على عملها لم تقدم أي ضمانات لحماية المدنيين، بل سجلت حالات متكررة لإطلاق النار على النساء والأطفال أثناء توزيع الطعام.
نتنياهو..الحرب ضمان للبقاء في السلطة
على صعيد متصل، حلل رائف التناقض في الموقف الإسرائيلي بين الموافقة على مقترح الهدنة لمدة 60 يومًا وتصاعد العمليات العسكرية في غزة والضفة، قائلًا: نتنياهو لا يريد وقف الحرب لأنه يعلم أن ذلك سيفتح ملفات فساده ويُسقط حكومته، الحرب بالنسبة له فزاعة لتهديد الداخل الإسرائيلي وضمان بقائه سياسيًا.
وتوقع أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمانات لنتنياهو خلال زيارته المرتقبة للبيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، تتمثل في دعم واشنطن لبقائه في السلطة مقابل الموافقة على الهدنة، مشيرًا إلى أن الأخيرة ليست نهاية المطاف، بل يجب أن تكون مقدمة لوقف دائم لإطلاق النار وبداية إعادة الإعمار.
واختتم الكاتب الصحفي جمال رائف حديثه بدعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية:إذا كانت التصريحات الأممية جادة، فليتم تحويلها إلى دعم مادي وسياسي غير مشروط للأونروا، ومحاسبة إسرائيل على جرائمهاو السلام لا يُفرض بالدم، والقانون الدولي ليس حبرًا على ورق.
يذكر أن الأمم المتحدة قد سجلت مقتل أكثر من 500 مدني فلسطيني منذ بدء تطبيق الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات، بينما تواجه إسرائيل اتهامات متزايدة بـ"الإبادة الجماعية" أمام محكمة العدل الدولية.