تحرك دبلوماسي مكثف..خبير سياسي يوضح تحركات مصر لوقف إطلاق النار في غزة

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تقود جهودًا دبلوماسية مكثفة مع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن التحركات المصرية تشمل مسارات متعددة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتحقيق تهدئة دائمة وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
و أوضح دكتور فهمي في مداخلة هاتفية لقناة " اكسترا نيوز " أن مصر تعمل كوسيط رئيسي بين حماس وإسرائيل، بالتوازي مع جهود المبعوث الأمريكي ستيفن وليامز، الذي يضغط على الحكومة الإسرائيلية لقبول اتفاق الهدنة المقترح.
الاتصالات المصرية.. مسارات متشابكة لوقف إطلاق النار
و أشار فهمي إلى أن الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، تهدف إلى إقناع إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا كمرحلة أولى، و الانتقال إلى مشروع إعادة إعمار غزة بتمويل عربي ودولي حيث قدمت مصر خطة متكاملة حظيت بدعم الاتحاد الأوروبي، بالاضافة الي تجنب أي ذرائع جديدة قد تستخدمها إسرائيل لاستئناف القتال، عبر ضمان آلية مراقبة دولية.
حماس وإسرائيل
علق استاذ العلوم السياسية على تصريحات حركة حماس بشأن التشاور مع الفصائل الفلسطينية قبل الرد على مقترحات التهدئة، قائلًا:
المشكلة ليست في التوصل إلى اتفاق، بل في ضمان استمراريته، خاصة مع التصدعات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
وأضاف أن نتنياهو يوازن بين ضغوط المستوطنين الرافضين للتهدئة، والرغبة في كسب دعم واشنطن، خاصة مع زيارته المرتقبة للبيت الأبيض.
إعادة الإعمار..المشروع المصري
كشف دكتور فهمي أن مصر تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة فور تثبيت الهدنة، مؤكدًا أن المشروع المصري يختلف عن المقترحات الأمريكية، كونه يشمل أطرافًا تنفيذية وجدولًا زمنيًا محددًا، مضيفًا الشراكة الفلسطينية ضرورية، حيث تطرح مصر فكرة لجنة فنية تكنوقراطية لإدارة القطاع خلال المرحلة الانتقالية، بالاضافة الي رفض أي محاولات إسرائيلية لفرض إدارات موازية أو تقسيم غزة إلى كانتونات تحت ذرائع أمنية.
و حذر دكتور فهمي من خطط إسرائيل والولايات المتحدة لتوزيع المساعدات عبر مؤسسات غير محايدة، قائلًا: بعض الشركات العاملة في غزة تضم عناصر أمنية تجمع معلومات لصالح الجيش الإسرائيلي.
وشدد على ضرورة فتح المعابر أمام المساعدات دون شروط، ورفض أي محاولات لإلغاء حق العودة تحت غطاء "المساعدات الإنسانية".
و اختتم دكتور فهمي حديثه بالتأكيد على أن نجاح أي اتفاق مرهون بالضغط الأمريكي المباشر على نتنياهو لقبول الصفقة، تجنب التصعيدات الميدانية التي قد تفسد المفاوضات، بالاضافة الي ضمان تمويل حقيقي لإعادة الإعمار، وليس وعودًا سياسية.