علاج عصبي.. استشاري صحة نفسية يزف بشرى سارة لعشاق الروايات الخيالية | فيديو

أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن القراءة بصوت عالٍ لا تُعد فقط أداة تعليمية، بل هي علاج نفسي وعصبي فعّال أثبتت الدراسات العلمية فوائده المتعددة، مشيرًا إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة ستانفورد الأمريكية عام 2022، كشفت أن قراءة الروايات الخيالية بصوت مرتفع تُسهم في رفع معدل تدفق الدم إلى مناطق متعددة في الدماغ، مما يعزز التركيز واليقظة العقلية.

وأوضح وليد هندي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن تلك الدراسة أوضحت أيضًا أن القراءة الجهرية تُقلل من معدلات التوتر والقلق، وتُعد وسيلة فعّالة لتحسين الصحة النفسية، خاصة في ظل الضغوط اليومية المتزايدة.

القراءة بصوت مرتفع 

أضاف الدكتور وليد هندي أن القراءة الجهرية تسهم بشكل كبير في رفع مستوى التركيز لدى الطلاب، وتحسين الأداء الأكاديمي، إذ تدرب العقل على الاستمرارية والانتباه، وتُسهم في زيادة الحصيلة اللغوية ومهارات النطق والإلقاء.

وأشار وليد هندي إلى أن من يعتادون القراءة بصوت عالٍ يطورون ملكة الخيال الإبداعي والتفكير النقدي، حيث تدفعهم هذه الممارسة إلى تصور الشخصيات والمواقف وتحليلها، مما ينعكس على قدراتهم العقلية والاجتماعية.

وأكد وليد هندي أن القراءة الجهرية ليست مجرد تقنية تعلم، بل هي وسيلة لبناء الشخصية وزيادة الثقة بالنفس، خاصة لدى الأطفال والمراهقين الذين يتعلمون التعبير عن أنفسهم بوضوح من خلال تكرار النطق وتحسين مخارج الحروف.

القراءة الجهرية للأطفال 

وفي السياق ذاته، استعرض الدكتور وليد هندي نتائج دراسة أخرى أجرتها جامعة ترينتو الإيطالية، شملت عينة مكونة من 626 طفلًا، حيث تبين أن سماع الأطفال للقراءة بصوت عالٍ يؤدي إلى تطور ملحوظ في مهارات التفكير والانتباه والمعالجة العقلية.

وأضاف وليد هندي أن القراءة الجهرية تقوّي الروابط العاطفية بين الطفل والقارئ، سواء كان أحد الوالدين أو المعلمين، وهو ما يعزز من الشعور بالأمان والانتماء، كما أن الأطفال الذين يتعرضون لهذه التجربة منذ سن مبكرة يظهرون قدرات لغوية متقدمة مقارنة بأقرانهم.

حتى الرضع يستفيدون

لفت وليد هندي إلى أن الرضع أيضًا يتأثرون إيجابيًا بالقراءة الجهرية، موضحًا أن الأمهات اللواتي يتحدثن أو يقرأن لأطفالهن بأصوات واضحة ومرتفة، يُسهمن في تسريع قدرة أطفالهن على النطق، إذ أن الاستماع المتكرر للكلمات والنبرات يدرب الدماغ على التمييز بين الأصوات، ويُسرع من اكتساب اللغة.

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور وليد هندي الأسر والمعلمين إلى جعل القراءة بصوت عالٍ عادة يومية، لما لها من فوائد نفسية ولغوية وتربوية، موضحًا أن هذه العادة تساعد على تنمية عقول الأطفال، وتهدئة الأعصاب، وتعزيز التفاعل الإنساني داخل الأسرة والمدرسة.

القراءة الجهرية عادة يومية 

وأكد وليد هندي أن القراءة بصوت مرتفع ليست رفاهية بل ضرورة تربوية وعلاجية، تضع الأساس لتنشئة أجيال أكثر وعيًا وثقافة واتزانًا نفسيًا.