وليد هندي يكشف تداعيات العلاقة الزوجية بين سيطرة المال والنقص العاطفي

حذر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، من الاختلالات النفسية التي قد تنشأ في العلاقة الزوجية عندما تتحول القدرة المالية للزوجة إلى وسيلة للسيطرة، مؤكدًا أن هذا النمط من العلاقات يؤدي إلى النقص العاطفي بين الزوجين.
وقال الدكتور وليد هندي ، خلال لقائه في برنامج "90 دقيقة" مع الإعلامية بسمة وهبة على قناة المحور، إن العلاقة الزوجية الصحية تقوم على التكامل والتوازن، لا على التحكم، لافتًا إلى أن الإنفاق لا يمنح حق التحكم، لكنه قد يُستغل بشكل خاطئ في بعض الحالات.
واستشهد الدكتور وليد هندي، بقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "من يملك يحكم"، مشيرًا إلى أن هذه القاعدة النفسية كثيرًا ما تتحقق داخل البيوت، خاصة حين تتكفّل الزوجة بجزء كبير من أعباء الحياة.
العلاقة الزوجية .. السيطرة والنقص العاطفي
في السياق نفسه، أشار الدكتور وليد هندي، إلى أنه في العلاقة الزوجية عند بعض الأزواج يستغلون تغير شكل الزوجة بعد الزواج خاصة مع السمنة كسبب للطلاق، رغم أنها قد تكون هي الطرف الأوفر عطاءً في الحياة الزوجية، سواء ماديًا أو معنويًا.
وقال الدكتور وليد هندي: "بعض الرجال في العلاقة الزوجية يقولون: زوجتي تفعل كل شيء وتشتري كل ما نحتاجه، لكنها تتحكم في كل كبيرة وصغيرة، وحين تفقد جاذبيتها الجسدية يلجأون إلى الطلاق بدافع الكبت والرفض النفسي الداخلي".
الزوج المقيد.. بين تدخل الأهل والشعور بالتقزم
أوضح الدكتور وليد هندي، أن ما يزيد الأمر تعقيدًا في العلاقة الزوجية هو تدخل أهل الزوجة في تفاصيل الحياة، خاصة إذا كانوا يشاركون في الإنفاق أو امتلاك العقارات التي يسكن فيها الزوجان، مما يدفع الرجل إلى الشعور بـ"التقزم" أمامهم.
وأكد هندي، أن هذا الكبت المتراكم في العلاقة الزوجية يدفع بعض الرجال إلى البحث عن متنفس عاطفي خارجي، فينجذبون إلى نساء أخريات يشعرون معهن بالندية والتقدير والاهتمام، مشددًا على أن هذا التفسير لا يبرر الخيانة أو الهروب من المسؤولية، لكنه يكشف عن ثغرة نفسية عميقة تتطلب مواجهة.

تحذير نفسي .. مركبات النقص
وأشار الدكتور وليد هندي إلى أن بعض الرجال في العلاقة الزوجية يعانون مما أسماه بـ"مركبات النقص الذكوري"، والتي تدفعهم إلى البحث المستمر عن مصادر لإثبات الذات، لاسيما إذا شعروا بأنهم مقيدون أو أقل شأنًا داخل البيت الذي يفترض أن يكون مصدر راحتهم.
واختتم قائلاً: "في مثل هذه البيوت، قد يتعلق الرجل بقشة ليشعر برجولته، خصوصًا إذا كانت زوجته متسلطة أو غير مرنة، لذلك يجب بناء العلاقة الزوجية على الاحترام والتقدير المتبادل وليس على معادلة من يملك يحكم، لأن هذا يؤدي إلى تصدع داخلي يصعب إصلاحه لاحقًا".