رفض ومساومات وصفقات خلف الأبواب.. مصير قانون ترامب على المحك

يشهد مجلس النواب الأمريكي تحركات مكثفة بقيادة رئيسه الجمهوري مايك جونسون، في محاولة لحشد تأييد 9 مشرعين جمهوريين لمشروع قانون شامل يتعلق بالضرائب والهجرة، تصل تكلفته إلى 3.4 تريليون دولار، ويُعتبر من أبرز مشاريع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ترامب قاب قوسين أو أدنى من تمرير ما وصفه بـ"قانونه الكبير الجميل"
وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، كان ترامب قاب قوسين أو أدنى من تمرير ما وصفه بـ"قانونه الكبير الجميل"، إلا أن معارضة بعض النواب المحافظين والمعتدلين داخل الحزب الجمهوري عطّلت تمرير المشروع، رغم تجاوز العقبة الأهم بإقراره في مجلس الشيوخ.
وقد أمضى المشرعون يوم الأربعاء في سلسلة اجتماعات مكثفة شملت لقاءات مع قادة الحزب، ومساعدي إدارة ترامب، وحتى مع الرئيس نفسه في البيت الأبيض، ومع استمرار المفاوضات، أبقى القادة باب التصويت مفتوحًا لساعات، في مؤشر على الخلافات الداخلية، والمساومات السياسية المحتدمة وراء الكواليس.
وتشير التقارير إلى أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، الذين عرقلوا المشروع سابقًا، تراجعوا عن موقفهم بعد تلقيهم ما وصف بـ"رشاوى سياسية" تعود بالنفع على ولاياتهم.
لكن لا تزال هناك معارضة داخلية، خاصة من "صقور الميزانية" الذين أعربوا عن قلقهم من الكلفة الضخمة للمشروع، وفي هذا السياق، قالت النائبة الجمهورية جودي أرينغتون، رئيسة لجنة الميزانية في مجلس النواب: "هناك نحو نصف تريليون دولار خارج نطاق السيطرة. الكثيرون قلقون، وأنا من بينهم. لا نريد تحميل الأجيال القادمة ديونًا مرهقة".
ترامب انتقاد ماسك
ويعكس تصريح أرينجتون، الانتقادات التي وجّهها الملياردير إيلون ماسك للمشروع، والتي أثارت غضب ترامب، وأشعلت توترًا بين الرجلين.
ويظل الجمهوريون واثقين نسبيًا من إمكانية تمرير المشروع في نهاية المطاف، رغم استمرار تحفظ بعض النواب. وقال النائب جريج مورفي، أحد المحافظين من ولاية كارولاينا الشمالية: "لدي تحفظات بشأن تخفيضات ميديكيد، وآمل أن أتحاور مع الرئيس قريبًا".
النسخة التي أقرها مجلس الشيوخ تزيد التكلفة إلى 3.3 تريليون دولار خلال عشر سنوات، فيما يدرس مجلس النواب تقليص النفقات إلى 2.3 تريليون دولار، عبر تخفيضات تصل إلى تريليون دولار في برنامج Medicaid (الرعاية الصحية للفقراء وذوي الإعاقة)، إضافة إلى تقليص تمويل برنامج المساعدات الغذائية SNAP.
وتحذر تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس من أن نحو 12 مليون شخص قد يفقدون تغطيتهم الصحية إذا تم إقرار القانون بصيغته الحالية.
ورغم الجدل، يرى أنصار المشروع أنه خطوة حاسمة لدعم القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري، وتعزيز حظوظهم في السيطرة على الكونغرس مجددًا في انتخابات نوفمبر المقبل.