3 كوابيس تخيف إسرائيل من سوريا الجديدة.. وتحذيرات أمريكية تتصاعد

كشف تقرير صادر عن مؤسسة "أتلانتيك كاونسيل" البحثية الأمريكية أن إسرائيل تواجه ثلاثة سيناريوهات قاتمة محتملة في سوريا ، تتمثل في تفكك الدولة، تصاعد النفوذ التركي، ودمج المقاتلين الأجانب ضمن الجيش السوري الجديد ، واعتبر التقرير أن هذه السيناريوهات تمثل تهديدًا مباشرًا يستوجب من تل أبيب التعامل معه بحذر وصرامة.
3 كوابيس تخيف إسرائيل من سوريا الجديدة.. وتحذيرات أمريكية تتصاعد
السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا أصبحت أكثر تشددًا منذ انهيار نظام بشار الأسد
وأشار التقرير إلى أن السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا أصبحت أكثر تشددًا منذ انهيار نظام بشار الأسد، خاصة بعد صدمة هجمات 7 أكتوبر 2023، التي نفذتها حركة حماس، ما دفع تل أبيب لتبني نهج أمني أكثر صرامة.
وسلط التقرير الضوء على الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشرع، واصفًا إياها بـ"السلاح ذي الحدين"، إذ تحمل في طياتها فرصًا استراتيجية محتملة، وفي الوقت ذاته تهديدات مقلقة، فرغم أن الشرع اتخذ خطوات لطمأنة إسرائيل، مثل إبعاد فصائل حماس والجبهة الشعبية، واعتقال شخصيات من "الجهاد الإسلامي"، إضافة إلى محاولة التصدي للتهريب بين إيران وحزب الله، فإن تل أبيب لا تزال تشكك في قدرته على فرض سيطرته داخليًا.
كما نبّه التقرير إلى مخاوف إسرائيل من تحوّل سوريا إلى ساحة فراغ أمني تستغله جماعات وميليشيات مرتبطة بإيران أو تركيا، وأوضح أن الاشتباكات المتكررة بين قوات النظام السوري والأقليات العلوية والدرزية، تعكس هشاشة الدولة ومحدودية سيطرة الحكومة الجديدة على الأرض.
الحكومة السورية الجديدة تختلف عن حركة حماس
وتعتقد إسرائيل، بحسب التقرير، أن الحكومة السورية الجديدة تختلف عن حركة حماس، ولا تسعى إلى صدام مباشر معها، مما يفتح بابًا أمام مقاربة جديدة أكثر انخراطًا مع دمشق، تُركّز على التكامل الإقليمي بدلاً من الاستقطاب العسكري.
وفي حال تحقق هذا الانخراط، يرى التقرير أن هناك فرصًا استراتيجية واعدة، من بينها التعاون في مجالات الطاقة، والتكامل في مشاريع البنية التحتية الإقليمية مثل ممر "الهند–الشرق الأوسط–أوروبا"، الذي تدعمه واشنطن.
لكن بلوغ هذه المرحلة يتطلب قرارات حاسمة من واشنطن وتل أبيب بشأن مستقبل علاقتهما مع سوريا. فبينما تحتاج الولايات المتحدة لإعادة تقييم دعمها للحكومة الجديدة بما لا يسمح بتمدد النفوذين الإيراني والتركي، على إسرائيل أن تخرج من إطار تحالفاتها التقليدية مع الأقليات، وتبدأ في التعامل مع سوريا كوحدة جغرافية وسياسية متكاملة.
وأشار التقرير إلى أن سلوك دمشق خلال المواجهة الأخيرة مع إيران، عكس مؤشرات على رغبة في تجنّب التصعيد مع إسرائيل، ما يعزز احتمالات التعاون الأمني المشترك مستقبلًا، خاصة إذا ترافقت مع مشاريع دعم اقتصادي وتقني من دول الإقليم والغرب، في مجالات مثل المياه والزراعة، وهي مجالات تمتلك فيها إسرائيل خبرات متقدمة يمكن أن تسهم في تعزيز الاستقرار داخل سوريا.