عاجل

محمد الباز: مشروع السيسي أول مواجهة وطنية شاملة لفكر الإخوان وتغلغلهم|فيديو

الدكتور محمد البارز
الدكتور محمد البارز

أكد الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، أن ما يميز تجربة الرئيس عبد الفتاح السيسي في التصدي لجماعة الإخوان المسلمين، أنها تمثل أول مشروع وطني حقيقي وواضح يهدف إلى مواجهة فكر الجماعة ونفوذها، ليس فقط على مستوى مؤسسات الدولة، بل أيضًا في عمق البنية الاجتماعية والثقافية المصرية.

سياسات التساهل السابقة

وخلال حواره مع الإعلامي خالد أبو بكر في برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، شدد محمد الباز على أن انحيازه الكامل لهذا المشروع الرئاسي، يعود إلى كونه قطع بشكل قاطع مع سياسة "التساهل والمهادنة" التي كانت تنتهجها الأنظمة السابقة مع الجماعة، والتي سمحت لها على مدى عقود بالتغلغل في المجتمع ودوائر صنع القرار.

وأضاف محمد الباز أن الرئيس السيسي تعامل مع جماعة الإخوان باعتبارها مشروعًا فكريًا وتنظيميًا متكاملًا، لا يمكن مواجهته بأدوات أمنية فقط، وإنما يتطلب رؤية سياسية وثقافية عميقة.

استراتيجية التغلغل الناعم

واعتبر محمد الباز أن الخطر الحقيقي في مشروع الإخوان لم يكن فقط في أعمالهم الإرهابية أو محاولاتهم الانقلابية، بل في النهج الذي أرساه عمر التلمساني، أحد أبرز قادة الجماعة، والذي دعا إلى تجنب المواجهة المباشرة مع الدولة، والعمل على اختراقها تدريجيًا.

وأوضح محمد الباز أن هذا النهج، الذي وصفه بـ"التسللي والناعم"، اعتمد على التغلغل في المؤسسات الحيوية، مثل النقابات، الجامعات، الوزارات، والمساجد، ومراكز الشباب، وهي الاستراتيجية التي أثبتت فعاليتها في توسيع نفوذ الجماعة دون إثارة مواجهات مباشرة.

وأشار محمد الباز إلى أن هذا النهج كان أكثر خطورة وفاعلية من نهج سيد قطب، الذي تبنى فكرة "الصدام والمواجهة المسلحة"، مؤكدًا أن الجماعة نجحت عبر هذه الاستراتيجية الناعمة في فرض وجودها الفكري والاجتماعي، مستفيدة من غياب المواجهة الفكرية الجادة من الدولة لعقود.

السيسي أوقف تمدد الجماعة 

وتابع محمد الباز قائلًا إن الرئيس السيسي جاء في لحظة تاريخية حاسمة، كانت فيها مؤسسات الدولة على وشك الانهيار الكامل بفعل تمدد جماعة الإخوان، مشددًا على أن المشروع الذي تبناه الرئيس لم يكتفِ بردع الجماعة أمنيًا، بل وضع أسسًا فكرية وثقافية لمواجهة شاملة ومستدامة.

وأوضح محمد الباز أن ما يُحسب للرئيس السيسي هو إدراكه أن هزيمة الإخوان لا يمكن أن تتم إلا بفضح مشروعهم الفكري وتقديم بديل وطني واضح، وهو ما لم يحدث في فترات حكم عبد الناصر أو السادات أو مبارك، حيث اقتصرت المواجهة غالبًا على الجانب الأمني فقط دون بناء حائط صد فكري طويل المدى.

الدكتور محمد الباز 
الدكتور محمد الباز 

جماعات الإسلام السياسي

وختم محمد الباز حديثه بالتأكيد على أن تجربة السيسي تمثل نموذجًا فريدًا في مواجهة تنظيمات الإسلام السياسي، حيث تم الجمع بين العمل الأمني، والتخطيط الفكري، وبناء خطاب ثقافي يفضح زيف شعارات الجماعة.

وأشار محمد الباز إلى أن هذه المواجهة المتكاملة هي ما مكّن الدولة من استعادة توازنها، وإغلاق أبواب الاختراق التي استغلتها الجماعة لعقود، مضيفًا أن هذا المشروع يجب أن يُبنى عليه لاستكمال مسيرة الوعي الوطني وحماية الدولة من أي محاولات لاختطافها باسم الدين أو الأيديولوجيا.

تم نسخ الرابط