محمد الباز: المنصات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من صناعة الرأي العام|فيديو

قال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز ،أن العلاقة بين الحكومة والإعلام والبرلمان، والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي تعاني من ما وصفه بـ"المعادلات المختلة"، مشيرًا إلى أن جذور هذا الخلل تعود إلى غياب التفاهم حول الأدوار والمهام، أو محاولة كل طرف فرض رؤيته على الأطراف الأخرى.
جاء ذلك خلال حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، في برنامج "آخر النهار" المذاع على قناة "النهار"، حيث تناول محمد الباز، بالنقاش عدداً من الملفات الشائكة، أبرزها الجدل المثار حول قانون الإيجار القديم، والتشابك القائم بين المؤسسات الإعلامية والتشريعية والتنفيذية.
فهم الأدوار بين الأطراف
وأضاف محمد الباز، إن كل طرف في المنظومة المؤثرة على الرأي العام – سواء الحكومة، البرلمان، الإعلام أو حتى مستخدمو السوشيال ميديا، يتعاملون وفقا لمنطق فردي، إما بتحديد ما يجب على الآخرين فعله أو بعدم استيعاب الدور الحقيقي الذي يجب أن يقوم به هو نفسه، مشيرا إلى أن هذا الخلل في الفهم المتبادل يؤدي إلى سوء إدارة المشهد العام، ويخلق فجوات في الثقة، ويتسبب في حالة من الارتباك داخل المجتمع تجاه القضايا الكبرى.
التغيرات البرلمانية طبيعية
وفي سياق تعليقه على الجدل المرتبط بقانون الإيجار القديم، أوضح محمد الباز، أن تغير مواقف بعض النواب من مشروع القانون أمر طبيعي ولا يدعو للقلق. ولفت إلى أن هذا التحول يعكس حجم النقاش المجتمعي حول القانون، وما إذا كانت صيغته المطروحة قادرة على تحقيق العدالة للملاك والمستأجرين على حد سواء.
وأضاف الباز، أن البرلمان يوجه أحيانًا نقدًا إلى الحكومة بشأن عدم اكتمال المعلومات أو غياب الوضوح في عرض بعض القوانين، وهو ما يجب أن تعالجه الحكومة عبر ممثليها، مؤكدًا أن الرد الحكومي على استفسارات البرلمان لا بد أن يكون منضبطًا وفي سياقه الصحيح.
الإعلام طرف فاعل أم محل اتهام؟
تحدث الدكتور محمد الباز، عن دور الإعلام في هذه "المعادلة المختلة"، موضحًا أن الإعلام يُحمّل أحيانًا مسؤوليات لا تتوافق مع أدواته أو قدراته، مؤكدًا أن المطلوب من الإعلام هو التنوير والنقاش والتحليل، لا ممارسة سلطة رقابية أو سياسية، وهي مفاهيم كثيرًا ما تختلط لدى الجمهور وبعض صناع القرار.
وأشار الباز، إلى أن تحميل الإعلام مسؤولية تفاقم الأزمات أو التقليل من شأنه في بعض الأحيان يعكس غياب تصور حقيقي لدور هذه المنظومة الحيوية في بناء الوعي العام.

ساحة منفلتة أم منصة للتأثير؟
وحول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، لفت محمد الباز، إلى أن هذه المنصات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من صناعة الرأي العام، لكنها في الوقت نفسه تُدار دون ضوابط حقيقية، ما يفتح الباب أمام الفوضى والمعلومات المغلوطة، ويضع الإعلام التقليدي في منافسة غير متكافئة.
اختتم الدكتور محمد الباز، حديثه بالتأكيد على أن حل أزمة المعادلات المختلة يكمن في التنسيق المؤسسي، وتحديد الأدوار بشكل واضح بين الحكومة، البرلمان، الإعلام، والمجتمع الرقمي، بما يُعزز من قدرة الدولة على إدارة الملفات الشائكة بحرفية ومسؤولية.