أزمة الرسوم المسيئة|تاريخ المجلات التركية والإسلام.. كيف تُصور الأنبياء؟ (خاص)

أثارت الرسوم المسيئة التي نشرتها مجلة "ليمان" لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولسيدنا موسى عليه السلام غضبًا شعبيًا وحكوميًا في تركيا، وانهالت المظاهرات الشعبية أمام مقر المجلة تطالب بإغلاقها، وأصدر المسئولون الحكوميون إدانات لما قامت به المجلة.
أزمة الرسوم المسيئة للأنبياء بتركيا
وقد قامت وزارة الداخلية بإغلاق مقر المجلة واعتقال المسئولين عن نشر الرسوم المسيئة بموجب المادة المادة 216 من قانون العقوبات التركي، التي تعتبر "إهانة القيم الدينية" جريمة يعاقب عليها القانون وتستوجب الحبس.
يقول الدكتور حمادة شعبان مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر، إن مجلة "ليمان" هي أحد أهم 3 مجلات ساخرة في تركيا إضافة إلى مجلتي "البطريق" "الأرق"، وهي مجلات تنظر إلى الفكر الديني باعتباره فكرًا بدائيًا، ودائمًا ما تتعرض للإغلاق بسبب رسومها المسيئة للدين.
وتابع في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: لم تختلف هذه المجلات عن المجلات الأوروبية صاحبة أزمة الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة من الإسلام والمسلمين.
وأوضح أنه في عام 2011 م قامت مجلة البطريق برسم كاريكاتير يسخر من فريضة الصلاة، ولقد أجريت دراسة على المجلات الثلاث السالفة الذكر والتى تعتبر أكثر المجلات الساخرة شهرة فى تركيا، وتحقق أعلى نسبة بيع، واتضح من خلال هذه الدراسة أن هذه المجلات فى عام 2014م قامت بنشر نحو 26 ألفا و600 كاريكاتر، 92.4% منهما رسوم تشوه الدين الإسلامى، وتصف المسلمين بالإرهاب والاعتداء والقبح والكره، كما تسخر من العبادات، وتنتقد الحكومة فى كل إجراءاتها فيما يخص الشأن الدينى. فى المقابل نسبة ضئيلة جداً لا تتخطى 8٪ من منشورات هذه المجلات هى التى تظهر الصورة الإيجابية للإسلام والمسلمين.
وأكد أنه لاشك أن مثل هذه الأمور تجعل المتدينين فى تركيا مضطرين دائماً أن يكونوا فى موقف المتهمين والمدافعين عن أنفسهم، ومنهم من يواجه هذه الأمور بالصمت، ومنهم من يحاول أن يوضح أن ما يرتكبه بعض المسلمين من أخطاء لا علاقة له بالدين الإسلامى فى شىء، بل هى أمور يتحملها مرتكبوها.
الرئيس التركي يدين الرسوم المسيئة للنبيين محمد وموسى عليهما السلام
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أدان رسمًا كاريكاتيريًا نشرته مجلة تركية ساخرة، ظهر فيه النبيان محمد وموسى، واصفًا إياه بـ"الاستفزاز الحقير".
وأكد أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي أن السلطات التركية ستتابع الأمر عن كثب وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد من يسيئون إلى القيم الدينية.
وقال أردوغان بحزم: "لن نسمح لأي أحد بالنيل من قيمنا المقدسة، مهما كان الأمر"، مشددًا على أن "كل من يظهر عدم الاحترام لنبينا والأنبياء الآخرين سيحاسب أمام القانون".