عاجل

الأحزاب ترحب بجدول انتخابات الشيوخ.. وترصد تحديات تضمن منافسة عادلة

مؤتمر الهيئة الوطنية
مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات

في أعقاب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن الجدول الزمني الرسمي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، تباينت ردود أفعال الأحزاب السياسية ما بين ترحيب واسع وحرص على الاستعداد، وملاحظات نقدية تستهدف تحسين مناخ المنافسة وضمان عدالة الوصول للمجتمع الانتخابي.

ترحيب مشترك وانطلاقة مبكرة

جاءت البداية من تحالف الأحزاب المصرية، الذي وصف الإعلان بأنه "بداية حقيقية لسباق ديمقراطي نزيه ومشرف"، مشددًا على أهمية وضوح الجدول الزمني في تمكين الأحزاب والمستقلين من الاستعداد الكامل بعيدًا عن الارتباك أو الغموض.
وأكد النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل، أن الضبط القانوني والدستوري للتوقيتات يمنح الأطراف السياسية الثقة الكاملة في العملية، وهو ما يساعدهم على التفرغ لتقديم مرشحين قادرين على تمثيل المواطنين بفاعلية داخل الغرفة التشريعية الثانية.

ومن جانبه، أوضح المهندس مدحت بركات، رئيس حزب أبناء مصر، أن التوقيت مثالي ويعكس استعداد الأحزاب منذ وقت مبكر، وهو ما أسهم في خلق حالة من الزخم والتحفيز لدى قواعدها. كما أشار إلى اعتزام التحالف تكثيف حملات التوعية بحقوق الناخبين في الفترة المقبلة، لضمان وعي مجتمعي واسع بسبل الاختيار الحر والمسؤول.

حزب الحرية: كفاءة وتمكين وتنوع

أما حزب الحرية المصري، فقد ثمّن بدوره الخطوة، واعتبرها بمثابة "عقد ثقة متجدد" بين الدولة والمواطنين، وفق تعبير النائب أحمد مهني، نائب رئيس الحزب.
وأكد مهني أن وضوح الجدول يمنح الأحزاب مساحة كافية لاختيار كوادرها، مع التزام الحزب بالدفع بمرشحين من خلفيات متنوعة، دعمًا لقيم التمثيل الشامل وتمكين الشباب والمرأة. وأضاف أن الحزب يرى في المشاركة بالاستحقاقات القادمة وسيلة لحماية الاستقرار واستكمال خطط التنمية الوطنية.

"الوعي": تحفظات مشروعة وسط التزام بالمشاركة

إلا أن الترحيب لم يكن مطلقًا، فقد أبدى حزب الوعي دعمًا مشروطًا للإجراءات المعلنة، مصنّفًا الانتخابات القادمة بأنها "محطة دستورية مهمة"، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى "تحفظات جوهرية" تتعلق بقصر المدة الزمنية للدعاية وتقديم طلبات الترشح، محذرًا من أن ذلك قد يضعف قدرة المرشحين الجدد والمستقلين على التنافس الفعّال.

وانتقد الحزب أيضًا ارتفاع قيمة التأمين المالي، مؤكدًا أن هذا القيد المالي يُقصي فئات مجتمعية حيوية كالمرأة والشباب والمهمشين، وهو ما يهدد بتقليص المشاركة السياسية.
ودعا الحزب في بيانه إلى إطلاق حوار وطني انتخابي عقب انتهاء هذه الجولة، لتقييم التجربة ومعالجة ما وصفه بـ"القيود غير المبررة"، مشددًا على أن المناخ الانتخابي الديمقراطي لا يكتمل بدون ضمان حياد الجهاز الإداري والإعلام الرسمي، وتكافؤ الفرص لكافة المرشحين.

دعوة للمسؤولية وتغليب المصلحة الوطنية

أما حزب مصر القومي، فقد نظر إلى الخطوة كفرصة لمراجعة أداء الأحزاب واستثمارها في تقديم كوادر نوعية.
المستشار مايكل روفائيل، رئيس الحزب، أكد على أهمية دور الهيئة الوطنية في إدارة الانتخابات بحياد ونزاهة، لكنه دعا القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها واختيار مرشحين "يمتلكون الكفاءة والخبرة والنزاهة" لتمثيل الشعب بجدارة.

وشدد روفائيل على ضرورة أن تكون المرحلة المقبلة فرصة لإعادة ترتيب الصفوف، وتغليب مصلحة الوطن والمواطن، من أجل برلمان حقيقي قادر على التفاعل مع طموحات الدولة في بناء مصر الحديثة.

تم نسخ الرابط