عبده الأزهري: الكلام عن عيوب الأبناء في المجالس يدخل في الغيبة

أكد الشيخ عبده الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، أن الحديث عن عيوب الأبناء وسلوكياتهم بشكل متكرر في المجالس العامة، أو في غير مواضع النصح والمصلحة، يُعدّ من الغيبة المُحرّمة شرعًا.
وأوضح الأزهري في تصريح خاص لـ " نيوز رووم " أن الغيبة في الإسلام قد عرّفها النبي ﷺ بوضوح في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم، حيث قال ﷺ:
“ذِكرُك أخاكَ بما يكرهُ”، فسأله أحد الصحابة: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال:
“إن كان فيه ما تقولُ فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه.”
وأضاف : “الغيبة لا تقتصر على الغريب أو البعيد، بل قد تكون في أقرب الناس إلينا، بمن فيهم الأبناء، وقد يقع فيها الوالد أو الوالدة بحسن نية، ظنًا أن الفضفضة أمر مباح على إطلاقه، بينما الشريعة قيّدت هذا الأمر بقيود دقيقة.”
متى لا تُعدّ الفضفضة عن الأبناء غِيبة؟
وبيّن الأزهرى، أن الحديث عن مشاكل الأبناء لا يُعد غِيبة إذا كان في سياق مشروع وبنية سليمة، من ذلك:
• طلب النصيحة أو الاستشارة من شخص موثوق صاحب علم أو خبرة.
• التفريج عن النفس في لحظة ضيق شريطة ألا يكون بغرض الشكوى العلنية أو التشهير، وأن يكون المُستمع أمينًا لا يُفشي الأسرار.
• الجلسات العلاجية أو الاستشارات الأسرية التي تتم في أطر خاصة وسرية، مثل زيارة طبيب نفسي أو مرشد تربوي.
وأشار فضيلته إلى ما ذكره الإمام النووي في شرح صحيح مسلم:
“الغيبة حرام بالإجماع، لكن تُباح في حالات منها: التظلُّم، الاستعانة على تغيير المنكر، الاستفتاء، والتحذير من الشر، والتعريف.”
متى تدخل الفضفضة في الغيبة المُحرمة؟
وحذّر من الوقوع في الغيبة تحت ستار الفضفضة، مشيرًا إلى أن الحديث السلبي عن الأبناء يصبح محرمًا في الحالات التالية:
• عند الحديث دون حاجة حقيقية أو رغبة في الإصلاح.
• أمام أشخاص غير مؤهلين أو ممن يتوسّعون في نشر الكلام.
• إذا أدّى إلى تشويه صورة الابن أو فضحه في محيط الأسرة أو المجتمع.
وقال الأزهري: “حين تصبح الشكوى عن الأبناء موضوعًا دائمًا في المجالس، وتتكرر بلا هدف ولا حرج، فإنها تتحوّل من مجرد فضفضة إلى غِيبة تُغضب الله، خاصة إذا تسببت في كسر مشاعر الأبناء أو الإضرار بسمعتهم.”
دعوة للتأمل وضبط اللسان
وفي ختام حديثه، دعا الشيخ عبده الأزهري الآباء والأمهات إلى ضبط ألسنتهم، والتفكّر في أثر كلماتهم على الأبناء، خاصة في سن المراهقة والشباب، مشددًا على أن الستر والرحمة أولى من الفضح واللوم العلني.