الإفتاء: الغش في الامتحانات كبيرة من الكبائر.. وخيانة للأمان

في إطار استمرار الامتحانات لعدد من الطلاب يبرز تساؤل عن حكم الغش في الامتحانات وحذرت دار الإفتاء المصرية وقطاع الوعظ بالأزهر الشريف تحذيرهما من خطورة الغش في الامتحانات، مؤكدَين أن الغش ليس مجرد مخالفة تعليمية، بل جريمة أخلاقية ودينية يُعاقب عليها الشرع، ويترتب عليها فساد في المجتمع بأكمله.
الغش خيانة ومحرَّم شرعًا
وصرّح أحد العلماء أن **الغش في الامتحان يدخل ضمن عموم النهي الوارد في حديث النبي ﷺ:
“من غش فليس منا”** [رواه مسلم].
مشيرًا إلى أن هذا الحديث يحمل دلالة خطيرة، فهو ليس فقط تحريمًا، بل إنذارٌ بخلع الانتماء الأخلاقي عن الغاش، وكأن من يغش يخرج من دائرة أخلاق المؤمنين.
وأوضح أن الغش لا يقتصر على الكذب فحسب، بل هو اعتداء على حق الغير، وظلم للمجتهد، وخيانة للثقة التي أُنيطت بالطالب والمعلم، كما أنه يفسد مبدأ تكافؤ الفرص ويؤدي إلى تعطيل معايير الكفاءة والعدالة في المجتمع.
الغش في الامتحان لا يُحلّله أحد
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية، أن الغش حرامٌ في كل صوره، سواء في المواد الدينية أو الدنيوية، وسواء أكان في امتحان دراسي، أو وظيفة، أو منافسة.
وقالت الفتوى:“الامتحانات مظهر من مظاهر الأمانة، وما يُبنى على الغش باطل، كالشهادات والدرجات والوظائف التي تُنال بغير استحقاق”.
فساد في النية والمجتمع
وأوضح علماء الدين أن من يدخل الامتحان بنيّة الغش، فقد فقد الأمانة والنية الصالحة، وعليه وزرٌ قبل حتى أن يشرع في الفعل.
وفي تصريح خاص، قال الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء:
“الغش في الامتحان هو بداية طريق الفساد، لأنه يُنتج أجيالًا بشهادات غير حقيقية، مما ينعكس على أداء الطبيب والمهندس والمعلم، ويُهدد حياة الناس.”
ما العقوبة الأخروية؟
بيّن العلماء أن الغش من الكبائر إذا ترتب عليه أذى عام أو مظلمة للناس، وأنه يوم القيامة يكون وبالًا على صاحبه، لأنه نال ما لا يستحقه، وأخذ مكان غيره ظلمًا.
وقد قال رسول الله ﷺ:
“ألا وإنّ الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة، يُقال: هذه غدرة فلان” [رواه البخاري].
ودعت دار الإفتاء الأسر إلى تعليم أولادهم الأمانة منذ الصغر، وأن النجاح الحقيقي لا يكون بالتحايل، بل بالاجتهاد، كما ناشدت المعلّمين أن يكونوا قدوة في تطبيق العدل داخل لجان الامتحان، وألّا يتهاونوا في مراقبة الطلبة.
وشددت المؤسسات الدينية في ختام تصريحاتها على أن الغش ظاهرة يجب مقاومتها دينيًا وتعليميًا وأخلاقيًا، وأن الالتزام بالصدق في التحصيل والامتحان عبادة، تُقرّب العبد من ربه، وتُصلح به الأمة.
“ولا تحسبنّ الله غافلًا عمّا يعمل الظالمون” [إبراهيم: 42].