أستاذ بالأزهر: توزيع الطعام أو الصدقة على روح الميت جائز بشرط

في ظل ما جرت عليه العادات الشعبية في كثير من البيوت المصرية والعربية من توزيع ما يُعرف بـ”الرحمة” على روح الميت، سواء من خلال تقديم الطعام أو التمر أو المياه أو غيرها من الصدقات البسيطة، أجاب علماء الأزهر ودار الإفتاء عن الحكم الشرعي لهذا الفعل، مؤكدين أنه جائز شرعًا، وله أصل في السنة، بشرط أن يُخلص فيه القصد لله تعالى، دون التباهي أو الرياء.
ما المقصود بـ”الرحمة”؟
بحسب ما أوضحه الدكتور أحمد عبد العال، الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الأزهر، فإن “الرحمة” في العُرف الشعبي تُطلق على الطعام أو التمر أو المشروبات التي تُوزع على الناس صدقةً عن روح الميت، سواء في يوم الوفاة أو في مناسبات متفرقة كالأربعين أو السنوية أو غيرها.
الأصل في العمل: الصدقة عن الميت
أشار الدكتور عبد العال إلى أن الصدقة عن الميت من الأعمال المشروعة التي ينتفع بها المتوفى، واستشهد بحديث النبي ﷺ حين سئل:
“يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم.” [رواه البخاري ومسلم].
كما جاء في حديث آخر:
“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.”
متى تكون الرحمة جائزة ومتى تُكره؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن توزيع الطعام أو الشراب بنية الترحم على الميت جائز شرعًا ويُثاب فاعله، إذا كانت النية خالصة لله، وكان القصد منها إطعام الفقراء أو إكرام الضيوف والدعاء للميت.
لكنها نبهت إلى أن هذا العمل يُكره إذا كان فيه رياء أو تفاخر أو إثقال على أهل الميت، أو تحوّل إلى منافسة اجتماعية خالية من المعنى الديني.
كما أكدت أن لا دليل على تخصيص يوم معين لذلك، مثل الثالث أو السابع أو الأربعين، وأن الأفضل أن تُقدم هذه الرحمة في أي وقت وبما يتناسب مع حال الأسرة وظروفها.
الرحمة ليست بدعة
وفي ردها على من يصف هذه العادة بالبدعة، قالت دار الإفتاء المصرية:
“ما دام الأمر يندرج تحت باب الصدقة المشروعة، وليس فيه مخالفة للشرع أو اعتقاد خاطئ، فلا يُعد بدعة، بل هو من أعمال البر والإحسان.