عماد الدين حسين: كلمة السيسي حملت رسائل إقليمية مباشرة وقوية

أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية لثورة 30 يونيو جاءت تقليدية في تحيتها للشعب المصري والقوات المسلحة ورجال الشرطة، كما اعتاد الرئيس في كل عام.
وأوضح حسين في مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «الساعة 6» على قناة «الحياة»، أن الجزء الأبرز في الخطاب كان متعلقًا بالأوضاع الإقليمية، حيث تناول الرئيس بوضوح التطورات المتسارعة في المنطقة.
رؤية مصرية
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن خطاب السيسي تضمن إشارة صريحة إلى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والتصعيد ضد إيران، معبرًا عن رؤية مصرية رافضة لفرض السلام بالقوة، حيث قال الرئيس: «من يظن أنه يستطيع صنع السلام عبر القهر فهو واهم».
وشدد حسين على أن هذه التصريحات تعكس موقفًا مصريًا واضحًا تجاه محاولات تسويق السلام الإقليمي عبر اتفاقات فردية وصفقات تجري في الخفاء، مشيرًا إلى التقارير الإسرائيلية والأمريكية التي تحدثت عن تفاوضات سرية تشمل شخصيات مثل أحمد الشرع ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى مشاريع الاتفاقية الإبراهيمية.
ويأتي هذا الخطاب في ظل تصاعد التوترات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، وهو ما يعكس حرص مصر على الدفاع عن مصالحها الوطنية والإقليمية، وعلى موقفها الثابت في دعم الأمن والاستقرار بعيدًا عن التفاهمات التي تفرض بالقوة أو تستثني الأطراف المعنية.
تغيير شامل
قفي سياق نفسه، ال الدكتور شوكت المصري، أستاذ النقد الأدبي، إن ثورة 30 يونيو لكي تحقق أهدافها، لا بد أن تُحدث متغيرات شاملة في المجتمع على كل المستويات، سواء الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، وكذلك على المستويين الشعبي والثقافي، وأكد أن المستوى الثقافي تحديدًا يجب أن يلعب دورًا رئيسيًا في إحداث التغيير داخل المجتمع.
ثورة 25 يناير
وأوضح أن ثورة 30 يونيو تُعد بمثابة الثورة المكملة لثورة 25 يناير، ونجحت في إنهاء ما كانت تخطط له جماعة الإخوان الإرهابية، ووضعت حدًا للمشكلات المتعددة التي كانت تمر بها البلاد على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، بما في ذلك محاولات الاستقطاب، والسعي إلى تديين الفن إذا صح التعبير.
وأشار إلى أن جزءًا من ثورة 30 يونيو بدأ فعليًا من خلال اعتصام المثقفين، والذي كان رمزيًا وفعليًا في آنٍ واحد، ومثّل فيه المثقفون ضمير الشعب المصري، في منطقة من هذا الوطن. وقال إنه كان من أوائل من شاركوا في هذا الاعتصام منذ ساعته الأولى، وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوقع الناس حدوث تغييرات ملموسة على المستوى الثقافي.
ورغم هذا التوقع، أوضح الدكتور شوكت أن هذه التغييرات لم تتحقق بشكل كامل، لكنها تحققت بنسبة تتراوح ما بين 40% إلى 50% فقط من أهداف اعتصام يوم 30 يونيو. وأرجع ذلك إلى عدة أسباب، في مقدمتها أن مصر مرت بمرحلتين أساسيتين في إدارة العمل الثقافي، هما: مرحلة الفنان ثروت عكاشة، ومرحلة الفنان فاروق حسني، وما بينهما حتى الآن.
وأضاف أن هناك بالفعل إنجازات ونجاحات تحققت خلال هذه المراحل، لكنها لم تكن التغييرات المطلوبة في صميم أو مضمون الإدارة الثقافية، أو في بنية العمل الثقافي المؤسسي الحكومي في الشارع المصري.