عاجل

«عامر عبد المقصود».. رمز الشجاعة والتضحية في مواجهة الإرهاب بكرداسة

الشهيد عامر عبدالمقصور
الشهيد عامر عبدالمقصور

وسط مشاعر الفخر الممزوجة بالحزن تفتح أسرة الشهيد البطل “عامر عبد المقصود” نائب مأمور قسم كرداسة ، أبواب ذاكرتها لتروي قصة رجل واجه الموت بشجاعة نادرة واختار أن يكون رمزا للتضحية في زمن الصراعات الكبرى،  في ذكرى 30 يونيو حيث أعادت مصر صياغة مستقبلها لا تزال أسرته تحتفل ببطولاته وتُحيي سيرته وكأنها لم تفقده أبداً، بل ما زال حياً في قلوبهم وأحاديثهم. 

الشهيد عامر عبدالمقصود
الشهيد عامر عبدالمقصود

30 يونيو ذكرى الانتصار والوجع

اليوم صعب علينا.. بهذه الكلمات بدأت زوجة الشهيد حديثها قبل أن تضيف بصوت يملؤه الاعتزاز: هي ذكرى الانتصار، لكنها أيضاً ذكرى الخسارة عامر كان واحداً من الأبطال اللي وقفوا في وش النار يوم فض اعتصام رابعة كان شايف إن البلد محتاجة ناس تضحي وكان منهم والحمد لله دمهم ما راحش هدر، وفي كل عام تعيش الأسرة يوم 30 يونيو بكل تفاصيله من لحظة خروجه للعمل وحتى اليوم المشؤوم في 14 أغسطس الذي صادف عيد زواجهما.

قال لي يومها هعوضك بكرة ومجهزلك مفاجأة هتهز كيانك وكانت المفاجأة استشهاده سبحان الله كان حاسس بس مقدرش يقول 

المعركة الأخيرة دفاعاً عن القسم والوطن

وتكمل حديثها: سمعته في مداخلة له مع الإعلامي وائل الإبراشي قبل استشهاده قال عامر عبد المقصود:إحنا مش هنسيب القسم ولو على جثثنا وهو ما تحقق بالفعل، أثناء الهجوم العنيف على قسم كرداسة بالأسلحة الثقيلة، ظل عامر في موقعه رافضًا الانسحاب رغم فوضى السلاح قائلاً لزملائه:أنا القسم ولن أخرج حتى لا ترفع الراية الخاصه بالارهابيين علي القسم، ورفض الخروج رفض التراجع وواجه الموت كرجل اختار أن يكتب اسمه في سجل الخالدين، واستشهد وهو واقف لم يهرب مثل آخرين لم يترك موقعه وواجه حتى الرمق الأخير وكانت وصيته لنا مصر أولاً .

عامر الإنسان الأب والزوج والضابط

رغم حياة مهنية حافلة بالمخاطر كان عامر عبد المقصود أبا حنونا وزوجا مثالياص حيث تقول زوجته كان بيعامل ولاده كأنهم أصدقاء ما كانش يزعلهم كنت أقوله ما تعودهمش على الدلع يقول لي  خليهم يتدلعوا وأنا موجود يمكن في يوم ما كنش موجود معاهم.

أما عن اهتماماته فتقول كان بيحب الرياضة والاستقلال رغم أنه ضابط شرطة مكنش يحب يروح أماكن الشرطة دائما يقول خلي حياتنا برا الشغل .

الشهيد الذي لا ينسى

رغم مرور 12 عاماً على استشهاده لا يزال اسم الشهيد عامر عبد المقصود حاضراً بقوة في كل مناسبة وطنية، تقول زوجته عامر أسطورة، مصر كلها كانت بتحبه من الضباط للمجندين  حتى الناس اللي ما يعرفوهوش اسمه محفور في ذاكرة الوطن وما فيش شهيد معروف زيه. 

وتضيف: أنا بفخر دائما وأقول  أنا حرم الشهيد عمر عبد المقصود لأن الناس كلها تعرف مين هو ودايما اسمه موجود في كل مناسبة بتبدأ بـسلام الشهيد

جيل يكمل المسيرة

من بعده سار ابنه علاء على دربه والتحق بكلية الشرطة ليكمل مسيرة والده هذا الشبل من ذاك الأسد، علاء بقى ملازم أول، بيكمل الطريق وبيرفع اسم والده بكل فخر

الملازم أول علاء نجل الشهيل عامر عبدالمقصود
الملازم أول علاء نجل الشهيل عامر عبدالمقصود

ذكراه لا تغيب وزيارات لا تنقطع

تحرص الأسرة على زيارة قبره في جميع المناسبات تقول زوجته أنا بكون معاه يوم 9 مارس ويوم 25 يناير ويوم عيد ميلاده 25 فبراير وأكيد 30 يونيو و14 أغسطس مفيش مناسبة بتعدي من غير ما أروح له وأقعد وأتكلم معاه كأنه معايا فعلاً هو لسه معايا

وتختم زوجة الشهيد حديثها برسالة وفاء وعرفان: عامر عبد المقصود مش مجرد ضابط استشهد ده مدرسة في الشجاعة والانتماء اللي عمله مش هيتكرر وسيرته لازم تُدرس في كل مكان، مصر محمية برجالتها اللي زي عامر اللي بيموتوا عشان البلد تعيش 

 الاسم الذي لا ينسى

في كل ذكرى وطنية يتردد اسمه كما لو كان لازال على قيد الحياة هو ليس مجرد شهيد بل رمز لبطولة حقيقية لم ولن تمحى من الذاكرة الوطنية عامر عبد المقصود ليس فقط ابن وزارة الداخلية بل ابن مصر كلها التي لا تزال تدين له بالأمان والكرامة والبقاء.

تم نسخ الرابط