صاروخ ميتيور.. الوحش الأوروبي الذي تسعى إسرائيل لمنع وصوله قبضة الجيش المصري

يتزايد القلق الإسرائيلي يوميًا بشأن قدرة الجيش المصري المتنامية على تنويع مصادر تسليحه برًا وبحرًا وجوًا، ووفقًا لمصادر عسكرية مطلعة، سعت إسرائيل في السنوات الأخيرة إلى إفشال صفقة مقاتلات يوروفايتر تايفون التي تسعى القاهرة للحصول عليها من الدول الأوروبية، لا سيما في ظل احتمال تزويدها بصواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز ميتيور، بحسب ما نشره موقع نزيف العبري.
رغم أن الصفقة لم تواجه معارضة سياسية كبيرة حتى الآن، فمن غير المرجح أن تشمل حزمة التسليح الكاملة، وخاصة صاروخ ميتيور، الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا لتفوقها الجوي. وأشارت مصادر أمنية إلى أن مخاوف إسرائيل الرئيسية تتركز على احتمال اصطدام الطائرات المقاتلة المصرية المجهزة بهذا الصاروخ بطائرات إف-16 وإف-15 الإسرائيلية، وحتى مقاتلات الشبح إف-35. وهذا من شأنه أن يعرضها لتهديد مباشر، ويقوض ما تسميه إسرائيل بـ"تفوقها النوعي".
صاروخ ميتيور.. الوحش الأوروبي
يُعد صاروخ ميتيور من أكثر صواريخ جو-جو تطورًا في أوروبا. يتميز بمحرك نفاث، يمنحه سرعة تتجاوز 4 ماخ، وقدرة عالية على المناورة، وقدرةً على ضرب أهداف بعيدة وسريعة، بما في ذلك طائرات الشبح، والطائرات المقاتلة عالية الأداء، وطائرات الإنذار المبكر، وصواريخ كروز.
ويكمن التهديد الذي يُشكله هذا الصاروخ أيضًا في "منطقة اللاهوت" التي تُمثلها، والتي تفوق مساحة نظرائه الصينيين والروس بثلاث إلى أربع مرات.
ولتفسير حجم هذا القلق الإسرائيلي، يرى المراقبون العسكريون أن عملية تطوير وتسليح الجيش المصري مرت بثلاث مراحل رئيسية: الأولى في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حيث كان الاعتماد كلياً على الأسلحة السوفيتية؛ والمرحلة الثانية بعد اتفاقية السلام، حيث تحول الاعتماد إلى الأسلحة الأميركية؛ وأخيراً المرحلة الحالية التي أطلقتها القيادة السياسية المصرية، والتي تقوم على تنويع مصادر الأسلحة لضمان الاستقلال الاستراتيجي.
رفض أمريكا يضطر مصر للتوجه نحو أوروبا
يعتقد هؤلاء الخبراء أن رفض الولايات المتحدة تزويد مصر بطائرات إف-15 وإف-35، بحجة الحفاظ على التفوق الإسرائيلي، كان دافعًا رئيسيًا وراء توجه مصر نحو أوروبا لشراء طائرات تايفون وصواريخ ميتيور.
ويجادلون بأن هذا الصاروخ سيمنح سلاح الجو المصري القدرة على مهاجمة مواقع في عمق الأراضي الإسرائيلية، انطلاقًا من مواقع داخل الأراضي المصرية، دون اختراق المجال الجوي للعدو.

قدرات صاروخ ميتيور
ويضيف الخبراء أن منظومة ميتيور قادرة على تجاوز تشويش الرادار ومهاجمة الأهداف الخفية، بالإضافة إلى اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، مما يعزز قدرات الردع للقوات الجوية المصرية، وبمدى يصل إلى 200 كيلومتر، تستطيع الطائرات المصرية تنفيذ ضربات بعيدة المدى دون مغادرة المجال الجوي الوطني.
يتوقع المراقبون أن تجد مصر دعمًا أوروبيًا غير مباشر لهذه الصفقة، لا سيما في ظل تراجع التعاطف الأوروبي مع إسرائيل عقب حرب غزة. وفي حال فشل الصفقة، لا يزال أمام مصر بدائل، لا سيما من روسيا والصين، اللتين تمتلكان صواريخ جو-جو بعيدة المدى مماثلة.
ويشير المراقبون أيضاً إلى أن مصر تمتلك بالفعل 54 طائرة مقاتلة فرنسية الصنع من طراز رافال، قادرة على حمل صواريخ ميتيور دون الحاجة إلى طائرات تايفون، وهو ما يمنح القاهرة مساحة إضافية للمناورة إذا تعرضت الصفقة لضغوط سياسية.
التحركات المصرية الأخيرة
وتعكس التحركات المصرية الأخيرة سياسةً راسخةً لتنويع مصادر أسلحتها، والتي تُرجمت إلى صفقات أسلحة ضخمة مع فرنسا (رافائيل، وحاملتي مروحيات ميسترال)، وإيطاليا (فرقاطات)، وألمانيا (غواصات وفرقاطات)، وروسيا (ميج-29 وأنتي-2500 إس-300 في إم)، والصين، وكوريا الجنوبية.
ويعتقد مراقبون أن إضافة صاروخ ميتيور إلى الترسانة المصرية سيمثل نقلة نوعية في ميزان القوى الإقليمي، في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى منع تكرار مفاجأة أكتوبر 1973، عندما نجحت الدفاعات الجوية المصرية في فرض معادلة ردع عجزت الطائرات الإسرائيلية عن كسرها.