خوفا من إسرائيل أم روسيا.. لماذا رفضت إيران شراء مقاتلات متطورة من الصين؟

نفت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية صحة التقارير التي تحدثت عن اتفاق بين طهران وبكين لشراء مقاتلات صينية متقدمة من طراز J-10C، ووصفتها بأنها مزاعم مفبركة من قبل جهات "معادية"، على رأسها إسرائيل، تهدف إلى تشويه صورة العلاقات الدفاعية الإيرانية مع الحلفاء الآسيويين".
جاء هذا النفي بعد تقارير إعلامية تحدثت عن صفقة محتملة لشراء 40 طائرة J-10C "مايتي دراغون" خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني الفريق عزيز نصير زاده إلى بكين، على هامش قمة وزراء دفاع مجموعة "بريكس".

ضغوط روسية وتأخير في صفقة "سو-35"
لم يأتِ الاهتمام الإيراني المفترض بطائرات J-10C من فراغ؛ فقد أدى التأخير المستمر في تسليم مقاتلات "سو-35" الروسية التي كانت مخصصة في الأصل لمصر وأُلغي تسليمها تحت الضغط الأمريكي إلى دفع طهران للتفكير في بدائل أكثر موثوقية، وعلى رأسها الصين.
ورغم النفي الرسمي، تشير تقارير إلى أن الاختيار الإيراني المحتمل للطائرة الصينية هو محاولة لسدّ فجوة هائلة في سلاحها الجوي، الذي لا يزال يعتمد على مقاتلات قديمة من طراز F-4 فانتوم وMiG-29.
قاتلة الرافال.. J-10C: طائرة متعددة المهام تثير قلق تل أبيب
وتُلقّب J-10C في بعض الأوساط الأمنية بـ"قاتلة الرافال"، وتتميّز بأنها طائرة من الجيل 4.5 متعددة المهام مزودة بصواريخ PL-15E بعيدة المدى. ووفق تقارير غير مؤكدة، أسقطت المقاتلات الباكستانية من هذا الطراز ثلاث طائرات "رافال" هندية خلال اشتباك جوي استمر أربعة أيام، في حادثة قلبت موازين القوى في جنوب آسيا.
وتري إيران، المحاطة بتهديدات إسرائيلية، في هذه المقاتلة فرصة استراتيجية لتعزيز دفاعاتها الجوية، لا سيما في ظل تصاعد المخاطر بعد مواجهات عسكرية استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.

لماذا تنكر إيران؟
رغم الحاجة الملحّة لسلاح جوي حديث، فإن الإنكار الإيراني قد يعكس أحد السيناريوهات التالية:
- الصفقة حقيقية ولكنها "سرّية" بضغط من موسكو التي ترى في توجه طهران نحو الصين خيانة سياسية واستراتيجية، بعدما كانت إيران قد أبدت التزامها بشراء المقاتلات الروسية.
- الخوف من الغضب الإسرائيلي، حيث يُعتقد أن إسرائيل لن تتسامح مع تعزيز سلاح الجو الإيراني، خاصة في ظل البرنامج النووي والصاروخي النشط لطهران، وقد تسارع إلى تدمير أي طائرات صينية تهبط على الأراضي الإيرانية.
- تجنّب تصعيد أمريكي جديد؛ إذ أن الإعلان عن شراء مقاتلات متطورة من الصين قد يدفع الولايات المتحدة نحو تشديد العقوبات بشكل أكثر حدة على القطاعين الدفاعي والاقتصادي في إيران.
وبينما تُصرّ إيران على نفي الصفقة، تبقى الوقائع الميدانية والفجوة التسليحية العميقة في سلاحها الجوي دافعًا قويًا لحدوث تغيير استراتيجي، حتى وإن تمّ بعيدًا عن الأضواء.