من الحرب إلى التفاوض.. نتنياهو يبدل الأولويات تحت أنظار واشنطن

في تطور لافت منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 ، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن أولوية الحكومة الأولى باتت إنقاذ الرهائن، متقدمًا بذلك على هدف هزيمة حركة حماس للمرة الأولى منذ بداية الصراع.
إنقاذ الرهائن
وخلال زيارة لمقر تابع لجهاز الأمن العام (شاباك) في جنوب إسرائيل، قال نتنياهو: “هناك الآن العديد من الفرص أولاً وقبل كل شيء إنقاذ الرهائن، بالطبع، سيتعيّن علينا أيضًا معالجة ملف غزة وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سننجح في تحقيق الهدفين”.
- واعتبر منتدى عائلات الرهائن هذا التصريح "تحولاً إيجابيًا" في خطاب نتنياهو، مرحبًا بتحديد إعادة الرهائن كهدف مركزي للحكومة، في ظل انتقادات متكررة اتهمت نتنياهو بإهمال هذا الملف.
ولاحظ مراقبون استخدام نتنياهو لمصطلح "إنقاذ الرهائن" بدلًا من "إطلاق سراحهم"، ما عُدّ إشارة مقصودة لتجنب الحديث المباشر عن "صفقة تبادل" أو مفاوضات سياسية، ورغم عدم وجود أي تأكيد لنية تنفيذ عملية عسكرية لإنقاذهم، فإن التصريحات فُسّرت ضمن موجة تفاؤل متصاعدة بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قالت إن نتنياهو يرى فرصة جديدة لإحراز تقدم في ملف الرهائن بعد الصراع الأخير مع إيران، إذ قد تشعر حماس بمزيد من العزلة في ظل تراجع دعم طهران وحزب الله، وهو ما قد يمهد الطريق للتفاوض.
ترامب يواصل الدفع نحول الحل
من جانبه، واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفع نحو الحل، حيث كتب منشورًا صريحًا على منصته "تروث سوشيال" قال فيه: "أبرموا صفقة في غزة، وأعيدوا الرهائن" مُكررًا ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أيام.
لكن رغم هذه الأجواء التفاؤلية، أفادت مصادر دبلوماسية وميدانية للصحيفة العبرية بأن لا تقدم ملموسًا في المحادثات حتى الآن. وأكد مسؤولون إسرائيليون بارزون أن المفاوضات "جارية باستمرار"، لكن دون نتائج ملموسة.
وشهد اجتماع مجلس الوزراء الأمني الأحد في الجنوب مناقشات مكثفة حول الموقف، حيث أُبلغ الوزراء أن حماس ما زالت تتمسك بضرورة إنهاء الحرب كشرط مسبق لأي اتفاق. وانتهى الاجتماع دون قرار حاسم، مع تحديد جلسات إضافية تُعقد الإثنين لمتابعة التطورات.
ويُعتقد أن تصريحات نتنياهو قد تكون أيضًا محاولة لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي نحو نهاية تفاوضية للحرب، وسط ضغوط متزايدة من واشنطن، وتقديرات بأن موافقة إسرائيل على اتفاق مع حماس باتت أقرب من أي وقت مضى.