عاجل

وزير الخارجية: لا استقرار لإسرائيل دون حل عادل للقضية الفلسطينية

وزير الخارجية
وزير الخارجية

في حوار صريح وجريء مع الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، تحدّث الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، عن العلاقات المصرية – الإسرائيلية في ظل التصعيد الحالي بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن معاهدة السلام ما تزال قائمة وتحظى بالتزام متبادل، إلا أن الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني تؤثر سلبًا على هذه العلاقة.

التزام مصر بمعاهدة السلام

ردًا على سؤال لميس الحديدي حول تقييم مصر للعلاقات مع إسرائيل في ظل التوتر غير المسبوق منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1979، أوضح عبد العاطي أن مصر تنظر للعلاقة من خلال إطار قانوني دولي يحكمه اتفاق السلام، قائلًا: "نحن ملتزمون تمامًا بمعاهدة السلام، ولدينا التزامات واضحة ونقوم بتنفيذها بدقة، والجانب الإسرائيلي ملتزم كذلك حتى الآن من الناحية الرسمية"

لكنه استدرك وزير الخارجية بأن استمرار الانتهاكات ضد الفلسطينيين يُلقي بظلال سلبية على العلاقة، قائلاً:"التوتر الشديد والجرائم التي تُرتكب في غزة والضفة، واعتداءات المستوطنين الهمجية، تترك أثرًا عميقًا على العلاقة الثنائية"

مشروعة لدى الشارع المصري

تدخلت لميس الحديدي بقلق الشارع المصري، متسائلة عن رد مصر على "البطش الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا"، ومخاوف الناس من أن يأتي الدور على دولة أخرى بعد غزة.

جاء رد وزير الخارجية حازمًا:"مصر دولة كبيرة، قوية، وقادرة على حماية أمنها القومي في كافة الاتجاهات، ولدينا جيش وطني محترف قادر على الردع والتصدي لأي تهديد مهما كان مصدره".

وأضاف وزير الخارجية:"نحن نحذر دائمًا من غطرسة القوة. إسرائيل لن تحقق الأمن عبر العدوان والبطش، بل العكس تمامًا، ستزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة".

مشروع نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط 

وعن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط"، قال وزير الخارجية:"هذه أوهام نظرية، فالأمن الإقليمي لا يمكن فرضه من طرف واحد، بل هو نتيجة إرادة جماعية لدول المنطقة"

وأكد وزير الخارجية أن فرض النفوذ بالقوة لا يصنع أمنًا دائمًا، ولا يغيّر حقائق الجغرافيا والتاريخ، مشيرًا إلى أن ما يحدث من قبل إسرائيل يعكس فشلًا في فهم الديناميكيات الحقيقية للأمن الإقليمي.

مصر ترفض منطق القوة 

أشار وزير الخارجية إلى أن مصر دائمًا ما تتبنى نهجًا قائمًا على احترام القانون الدولي، ورفض التدخل في شؤون الغير، واحترام سيادة الدول، مضيفًا:"قلنا بوضوح لإسرائيل ولغيرها: البطش لن يحقق لكم الأمن، ولن يضمن الاستقرار.. الطريق الوحيد هو تحقيق السلام العادل وتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني".

رسائل طمأنة للشعب المصري

اختتم عبد العاطي تصريحاته برسائل طمأنة واضحة للشعب المصري، قائلًا:"لا داعي للقلق، فمصر تتابع وتدير الأمور بدقة، وتحركاتها الدبلوماسية فاعلة، وأجهزتها الأمنية والعسكرية على أتم استعداد للدفاع عن المصالح الوطنية"

وشدد وزير الخارجية على أن مصر لا تسمح بفرض واقع جديد في المنطقة دون توافق، ولا تقبل بتهديد الأمن القومي العربي تحت أي ذريعة.

وزير الخارجية 
وزير الخارجية 

دبلوماسية متزنة

جاءت تصريحات وزير الخارجية لتؤكد أن مصر توازن بين الالتزام باتفاقياتها الدولية، وبين الحفاظ على ثوابتها الوطنية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية،وترسل رسالة واضحة بأن الدبلوماسية المصرية لا تتحرك تحت الضغط، بل من موقع قوة وثقة.

وفي ظل التوتر الإقليمي المتصاعد، تبقى القاهرة حجر الزاوية في استقرار المنطقة وصوتًا عقلانيًا يرفض منطق الهيمنة ويسعى لتحقيق سلام عادل وشامل.

تم نسخ الرابط