وزير الخارجية: قد تكون الظروف أكثر مواتية الآن للتوصل لاتفاق بشأن غزة|فيديو

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن مصر تعتبر تهجير سكان قطاع غزة خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، مشيرًا إلى وجود تغير إيجابي في تعاطي الإدارة الأمريكية مع هذه المسألة، وتأكيدها على رفض سيناريو التهجير.
جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON، حيث تناول وزير الخارجية أبرز التحركات المصرية والدولية لتثبيت التهدئة في غزة، والتحضير لمؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع.
رفض قاطع للتهجير
شدد وزير الخارجية على أن رفض مصر القاطع لتهجير سكان غزة هو موقف ثابت يتوافق مع الرؤية الأردنية، مضيفًا:"التهجير القسري مرفوض تمامًا، وهو أمر لا يمكن لمصر أو الأردن أو أي طرف إقليمي مسؤول أن يقبل به تحت أي ظرف".
وأكد وزير الخارجية أن هذا الموقف تم نقله بوضوح إلى كافة الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هناك تفهمًا دوليًا متزايدًا لأهمية الحفاظ على الشعب الفلسطيني في أرضه.
مؤتمر إعمار غزة
أعلن وزير الخارجية أن التحضيرات النهائية لمؤتمر إعادة إعمار غزة قد اكتملت، وأن المؤتمر سينعقد في القاهرة خلال أسابيع قليلة من تثبيت وقف إطلاق النار، مضيفًا أن هذا المؤتمر يأتي تنفيذًا لمخرجات القمة العربية الطارئة ومؤتمر منظمة التعاون الإسلامي اللذين عُقدا في مارس الماضي.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تنسق بشكل مستمر مع الأمم المتحدة والبنك الدولي، وتم الانتهاء من إعداد أجندة العمل والمخرجات المستهدفة، بما يشمل الجوانب التنظيمية والموضوعات الرئيسية التي سيتناولها المؤتمر.
رسم مستقبل غزة
أشار وزير الخارجية إلى أن المؤتمر سيُعقد على مدار يومين، وسيتضمن أربع ورش عمل محورية تشمل: "دور القطاع الخاص في جهود التعافي المبكر، الترتيبات الأمنية في قطاع غزة، والتي تشكل حجر الأساس لأي دعم مالي دولي، حوكمة القطاع والإدارة المؤقتة، حيث تسعى مصر لتشكيل لجنة تكنوقراط غير فصائلية تدير القطاع بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية لمدة 6 أشهر، تنفيذ مشاريع عاجلة مثل الإسكان السريع، لمواجهة أزمة العراء التي تواجه آلاف الأسر الفلسطينية.
رؤية أمنية شاملة
أكد وزير الخارجية أن مصر عرضت تدريب الشرطة الفلسطينية ونشرها في القطاع، لتتولى مهام حفظ الأمن والنظام، مشيرًا إلى أهمية وجود ترتيبات أمنية واضحة قبل الشروع في أي جهود إعادة إعمار.
كما شدد وزير الخارجية على أن السلطة الفلسطينية هي الجهة الشرعية التي يجب أن تتولى إدارة القطاع، موضحًا أن الرؤية المصرية تحظى بقبول واسع، وتُناقش حاليًا بين مختلف الشركاء الدوليين.
قوات دولية بمشاركة عربية
وفيما يتعلق بمشاركة قوات دولية في غزة بعد وقف إطلاق النار، قال وزير الخارجية:"لا مانع من نشر قوة دولية بمشاركة عربية، إذا وُجد أفق سياسي حقيقي وجدول زمني محدد يقود نحو إقامة الدولة الفلسطينية".
وأكد أن مشاركة مصر في هذه القوة مطروحة ضمن هذا الإطار، مضيفًا:"كل الأفكار مطروحة، شرط أن تكون ضمن رؤية شاملة تُجسّد الدولة الفلسطينية وتمنح الأمل للشعب الفلسطيني".

لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية
اختتم عبد العاطي تصريحاته بالتأكيد على أن موقف مصر واضح ولا يتغير:"لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. هذه ليست فقط قناعة مصر، بل أيضًا قناعة المجتمع الدولي بأسره".
وأشار وزير الخارجية إلى أن الأفكار المصرية مطروحة للنقاش وقابلة للتنفيذ، وتحظى بتفاعل إيجابي من مختلف الأطراف، في ظل إدراك متزايد بأن استقرار المنطقة يبدأ من حل عادل للقضية الفلسطينية.