عاجل

وزير الخارجية: «عدم الاستقطاب» أحد المبادئ الحاكمة للسياسة الخارجية المصرية

وزير الخارجية
وزير الخارجية

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن مصر تمتلك مدرسة دبلوماسية عريقة تُعد من الأقدم في العالم، مشددًا على أن الاتزان الاستراتيجي هو جوهر التحرك الخارجي للدولة المصرية، وسط عالم يشهد تحولات عميقة واستقطابات غير مسبوقة بين القوى الكبرى.

جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، حيث قدّم رؤية شاملة عن المبادئ الحاكمة للسياسة الخارجية المصرية.

إرث دبلوماسي 

أوضح وزير الخارجية أن الدبلوماسية المصرية تأسست على تقاليد مؤسسية متينة، تمتد لأكثر من 200 عام، مشيرًا إلى أن هذا الإرث ليس مجرد تاريخ يُحتفى به، بل قاعدة صلبة يتم من خلالها بناء مواقف سياسية متزنة ومتوازنة.

وقال وزير الخارجية: "نحن نعتز بهذه المدرسة الدبلوماسية العريقة التي تميزت بالاعتدال والعقلانية والقدرة على التعامل مع أكثر الأزمات تعقيدًا في محيطنا الإقليمي والدولي".

فلسفة قيادة ورؤية مستقبلية

أكد وزير الخارجية أن الاتزان الاستراتيجي هو مبدأ سياسي ودبلوماسي أرسته القيادة السياسية الحالية، موضحًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طرحه لأول مرة خلال حفل إفطار العائلة المصرية، وأصبح منذ ذلك الحين مرجعية تُوجه تحركات مصر الخارجية.

وأضاف وزير الخارجية:"هذا المبدأ يقوم على تحقيق التوازن في العلاقات الدولية دون انحياز لأي طرف، وهو ما يمنح مصر مصداقية واحترامًا على الساحة الدولية".

رفض التحالفات العسكرية

أشار وزير الخارجية إلى أن عدم الانحياز أو الدخول في تحالفات هو من الثوابت الأساسية للسياسة المصرية منذ العهد الملكي وحتى بعد ثورة 1952، حيث امتنعت مصر، على سبيل المثال، عن الانضمام إلى "حلف بغداد"، في تأكيد على حرصها على استقلال القرار الوطني.

وأوضح وزير الخارجية أن الاستقطاب بين القوى الكبرى يمثل اليوم تحديًا كبيرًا للنظام الدولي، ومصر حريصة على ألا تكون جزءًا من أي محور أو تحالف مغلق، بل تفضل الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجميع.

حماية الدولة الوطنية

أكد وزير الخارجية أن الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها هو أحد المبادئ المركزية التي توجه السياسة الخارجية المصرية، قائلاً: "أي محاولة للمساس بوحدة واستقرار الدول مرفوضة تمامًا من قبل مصر، لأننا نعتبر أن الدولة الوطنية هي صمام الأمان لاستقرار الشعوب والمنطقة".

شدد عبد العاطي على أن الاحترام الكامل للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة هو مبدأ راسخ في العقيدة الدبلوماسية المصرية، إلى جانب رفض أي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأضاف وزير الخارجية أن هذه المبادئ لم تكن يومًا غائبة عن السياسة المصرية، لكنها باتت أكثر وضوحًا وتطبيقًا في ظل القيادة السياسية الحالية التي عززت حضور مصر على الساحة الدولية من خلال مواقف متزنة ومسؤولة.

وزير الخارجية
وزير الخارجية

الدبلوماسية المصرية

اختتم وزير الخارجية حديثه بالتأكيد على أن الاتزان الاستراتيجي لا يعني الحياد السلبي، بل هو موقف واعٍ يراعي مصالح الدولة ويحترم حقوق الآخرين، ويُعزز من قدرة مصر على التفاعل البناء مع قضايا المنطقة والعالم.

وفي ظل تصاعد الاستقطاب العالمي والتحديات الجيوسياسية، تبقى الدبلوماسية المصرية نموذجًا للاستقلال والرصانة، وركيزة أساسية لحماية الأمن القومي، وترسيخ السلام الإقليمي والدولي.

تم نسخ الرابط