عبد العاطي: مبدأ «الاتزان الاستراتيجي» هو العقيدة الحاكمة للدبلوماسية المصرية

في حوار موسع مع الإعلامية لميس الحديدي خلال برنامج "كلمة أخيرة" المذاع عبر قناة ON الفضائية، استعرض الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، أبرز ملامح السياسة الخارجية للدولة، مؤكدًا أن مصر تمتلك مدرسة دبلوماسية عريقة، شكلت عبر تاريخها نموذجًا للاتزان الاستراتيجي في التعامل مع التحديات الدولية والإقليمية.
مدرسة دبلوماسية مصرية
أكد بدر عبد العاطي أن الدبلوماسية المصرية تستند إلى مبادئ ثابتة وواضحة، أبرزها احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والتزام مصر بدورها الإقليمي والدولي في إرساء دعائم الأمن والاستقرار.
وأشار بدر عبد العاطي إلى أن هذه "العقيدة الحاكمة" للدبلوماسية المصرية تعكس رؤية وطنية مستقلة، تنبع من مصالح الدولة العليا، وتعزز من مكانة مصر كفاعل محوري في المنطقة والعالم.
نظام دولي غير مستقر
أوضح بدر عبد العاطي أن النظام الدولي الراهن يشهد تحولات غير مسبوقة في هيكله وموازين القوى، بما يشمل تصاعد النزاعات المسلحة، وانتشار الأزمات الإنسانية، وتزايد التحديات البيئية والصحية والاقتصادية.
وقال بدر عبد العاطي: "نشهد اليوم عالمًا يفتقد إلى الاستقرار، مع غياب شبه تام لتوافق دولي فعال بشأن إدارة الأزمات"، مشيرًا إلى أن هذا الواقع يُحتّم على الدول النامية، ومن بينها مصر، تعزيز قدراتها الاستراتيجية ومواقفها الدبلوماسية لمواجهة هذه الموجة المتسارعة من التحولات.
مصر قوة استقرار
شدد بدر عبد العاطي على أن مصر، برؤيتها المتوازنة، تسعى دائمًا لأن تكون قوة استقرار في المنطقة، مشيرًا إلى جهودها في دعم الحلول السياسية في ملفات شائكة مثل الأزمات في ليبيا، والسودان، وفلسطين.
وأشار بدر عبد العاطي إلى أن القاهرة تتعامل بحكمة مع قضايا المياه والأمن الغذائي والطاقة، وتطرح نفسها كـ شريك موثوق دوليًا في تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات المناخية، وهو ما ظهر جليًا في استضافة مصر لقمة المناخ COP27.
احترام السيادة والتعددية
استعرض بدر عبد العاطي أهم مرتكزات السياسة الخارجية المصرية، مشددًا على التزام القاهرة بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول، ودعم التعددية الدولية كإطار حاكم للعلاقات بين الدول.
وأكد بدر عبد العاطي أن مصر تدعو باستمرار إلى تفعيل دور الأمم المتحدة في تسوية النزاعات، وإعادة التوازن للنظام العالمي، بما يضمن مصالح الشعوب النامية، ويعزز من العدالة والإنصاف في العلاقات الدولية.
الاستثمار في الدبلوماسية
وأشار بدر عبد العاطي إلى أن مصر لا تكتفي بردود الفعل تجاه الأزمات، بل تسعى إلى العمل الاستباقي عبر دبلوماسية وقائية، من خلال بناء جسور التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف مع مختلف القوى الدولية.
كما أكد بدر عبد العاطي أن الوزارة تعمل على توسيع آفاق الشراكات الاستراتيجية مع دول القارة الإفريقية، ودول الجوار العربي، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، بما يدعم مصالح مصر الاقتصادية والسياسية في عالم شديد التعقيد والتنافس.

وبوصلة للمستقبل
واختتم بدر عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أن الدبلوماسية المصرية تبقى خط الدفاع الأول عن المصالح الوطنية، ومفتاح التوازن في السياسات الإقليمية والدولية. وشدد على أن الحفاظ على هذه المنظومة المتزنة يتطلب دعمًا مجتمعيًا وإعلاميًا وفكريًا، لمواكبة التحديات المتسارعة، وتعظيم فرص الدولة في تحقيق الأمن والتنمية.