بعد الضربات الأخيرة.. هل تتوصل إيران وأمريكا إلى اتفاق نووي؟.. خبراء يجيبون

يترقب العالم مصير المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا بعد الضربات المتبادلة الأخيرة، خاصة بعدما أبدت طهران استعدادها بنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى.
وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أنه في حال التوصل إلى اتفاق مع أمريكا بشأن البرنامج النووي الإيراني، قد يتم نقل اليورانيوم لدولة أخرى، موضحًا أن نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% لا يعد خطًا أحمر، لأن البديل هو أن يبقى هذا المخزون تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إيران تسعى للوصول إلى حالة استقرار
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري اللواء محمد عباس، إن هذه التصريحات هي مؤشر إيجابي لحقبة إيرانية تسعى من خلالها للوصول إلى حالة استقرار؛ تضمن حرية العمل في المشروع النووي السلمي الإيراني الذي حاولت أن تقنع هيئة الطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والعالم بأنه مشروعًا سلميًا.
وأضاف الخبير العسكري: "في رأيي الآن بعد تعرض إيران لهذه الضربة الكبيرة المسألة تتطلب جدية في إعلان البرنامج السلمي الإيراني، وهي كانت تقول دائمًا بأن الفتوى الإيرانية تمنع امتلاك السلاح النووي، لكن ما تزال المؤشرات تدل على أن التخصيب العالي لليورانيوم بشكل تقترب فيها من حافة صناعة السلاح النووي".
وأشار إلى أن أمريكا لاتزال تحتفظ بخاصية التهديد المباشر وإيران هي الأخرى تحتفظ بخاصية الرد المباشر، مضيفًا: "لم تعلن إيران استسلامها وأعتقد أنها سوف تكون حريصة على ألا تصل إلى مرحلة الاستسلام وهي جاهزة ومستعدة للاحتفاظ ببرنامجها الصاروخي".
البرنامج النووي العسكري قد يكون موضع تفاوض
وشدد "عباس"، على أن البرنامج النووي العسكري قد يكون موضع تفاوض، ولكن ليس البرنامج النووي السلمي، لافتًا إلى أن البرنامج الصاروخي لن يكون على طاولة التفاوض لأنه إذا خرج من إيران يعني أنها ستكون بدون مخالب، مضيفًا: "وبالتالي أتوقع التوصل إلى اتفاق بين إيران وأمريكا، من الممكن أن يحدث".
أمريكا تسعى للسيطرة على المنطقة
ولفت إلى أن هذا لا يعني أن أمريكا تخلت عن برنامجها في إيران أو المنطقة بشكل عام، إذا كانت قد صمتت المدافع أعتقد أن وسائل أو أدوات أخرى تستمر في العمل داخل إيران، وتساءل: "هل ما حدث تحريك الداخل الإيراني أم تحقيق ما تحدثت عنه البرنامج الذي استهدف إيران منذ سنوات طويلة بالاحتواء وبنظام الحوافز الحصار العزل الضغط الاقتصادي وتحريك المجموعات المعارضة في الداخل".
واختتم الخبير العسكري تصريحاته الخاصة قائلًا: "كثيرة هي الأدوات التي استخدمتها أمريكا ووصلت في النهاية إلى ضرب المفاعلات أو البرنامج النووي الإيراني، وفي تصوري أن المنطقة كلها ليست في الطريق إلى الاستقرار حتى تضمن أمريكا السيطرة التامة على كامل المنطقة".
ترامب يدعي تدمير البرنامج النووي الإيراني
في السياق ذاته، قال الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهر بالفعل قوته لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي، بعدما شن ضربات على المنشآت النووية، وادعى أنها "دُمرت بالكامل"، ولكن الاستخبارات الأمريكية أن الضرر ربما سيؤخر برنامج طهران لبضعة أشهر.
ولفت في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، إلى إمكانية شن ترامب ضربة أخرى على إيران حال استأنفها تطوير برنامجها النووي، ولكن بعد رد طهران على الضربة الأخيرة الأمر قد يُخفف من حدة قراراته المستقبلية، خاصة أن إيران أظهرت قدرتها على إلحاق أضرار جسيمة ومكلفة بإسرائيل، كما يُمكنها ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة.
إيران تُخصب اليورانيوم بنسبة 60%
وأشار "غريب"، إلى أن إيران تُنكر محاولاتها لامتلاك أسلحة نووية، في حين أنها تخصب اليورانيوم بنسبة 60%، ما يجعلها قريبة من المواد التي تُستخدم في صنع الأسلحة، وهو ما تسعى الضربات الأمريكية الأخيرة للقضاء عليه أو التوصل لاتفاق بشأن المفاوضات النووية، ولكن إبداء طهران رغبتها في نقل اليورانيوم لدولة أخرى؛ سيجعل الأمور تسير في اتجاه المفاوضات النووية.
وشدد على أن إيران قد تُعيد بناء برنامجها النووي بهدوء، فيما قد تنتهج إدارة ترامب نهج ضربات دورية لتأخير التقدم، ولكن الدكتور إدموند غريب، يؤكد في الوقت ذاته أنه يعتقد أن الجانبين سيتجهان إلى خيار الدبلوماسية، والعودة إلى المفاوضات، تجنبًا للدخول في دوامة خطيرة.