في ظل موجات الحر.. نصائح ذهبية لتجنب مضاعفات خطيرة على مرضى الضغط والقلب|فيديو
مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وجّه الدكتور سامح الفقاص، أستاذ مساعد القلب والقسطرة بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، مجموعة من النصائح والتحذيرات الهامة لمرضى القلب والضغط، مؤكدًا أن الموجات الحارة الحالية تمثل خطرًا حقيقيًا على هذه الفئة من المرضى، خاصة مع زيادة نسبة الرطوبة التي تؤثر على قدرة الجسم في تنظيم درجة حرارته.
موجات الحرارة والرطوبة
وأوضح سامح الفقاص أن موجات الحر الحالية لا تكمن خطورتها في ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل في ارتفاع نسبة الرطوبة أيضًا، ما يؤدي إلى إحساس مضاعف بالحر ويقلل من قدرة الجسم على التخلص منه، مشيرًا إلى أن هذا الوضع يشكل عبئًا إضافيًا على مرضى القلب والضغط بسبب فقدان السوائل والأملاح من خلال العرق.
وأضاف سامح الفقاص أن بعض أدوية الضغط والقلب تحتوي على مدرات البول أو تعمل على توسيع الأوعية الدموية، مما يزيد من فقدان السوائل والأملاح، وهي نفس الأعراض التي يسببها التعرض المباشر للحرارة. هذا التداخل يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل غير مرغوب فيه، ويُشعر المريض بدوخة وتعب شديد، لذا يجب على المرضى مراجعة الطبيب المعالج عند بداية فصل الصيف لضبط جرعات الأدوية حسب الظروف الجوية.
إجراءات وقائية مهمة
من أبرز النصائح الوقائية التي قدمها الدكتور الفقاص: "البقاء في الأماكن المظللة جيدة التهوية، الابتعاد عن الخروج نهارًا إلا للضرورة، وتقليل فترات التعرض للشمس المباشرة، شرب كميات كافية من السوائل، وأفضلها الماء بدرجة حرارة الغرفة، مع تجنب المشروبات المثلجة أو المحلاة، تجنب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، مثل الدخول المفاجئ لمكان مكيف أو استخدام الثلج مباشرة، لتفادي الإصابة بـ التهابات الجهاز التنفسي أو ما يُعرف بـ "برد الصيف".
انتقد سامح الفقاص بعض السلوكيات الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل وضع الثلج على الرأس أو شرب مشروبات مثلجة جدًا لمواجهة الحر، مؤكدًا أن هذه الممارسات لا تمنع الإصابة بضربات الشمس، بل قد تُعرض الجسم لمشكلات صحية أخرى مثل التهابات الحلق أو الرئة، كما حذر من الاعتقاد الخاطئ بأن تناول كميات كبيرة من الماء يسبب ما يُعرف بـ"تسمم الماء"، مشيرًا إلى أن هذا أمر نادر الحدوث ويتطلب شرب كميات هائلة جدًا خلال فترة قصيرة، وهو ما لا يحدث عادة.
شرب الماء قبل العطش
أكد سامح الفقاص أن أهم قاعدة يجب اتباعها في الأجواء الحارة هي: "اشرب قبل أن تعطش"، لأن الشعور بالعطش يعني أن الجسم دخل بالفعل في مرحلة الجفاف، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو زيادة احتمالات الإصابة بالجلطات.
وأضاف سامح الفقاص أن كبار السن فوق سن 75 عامًا يجب أن يتناولوا الماء بانتظام دون انتظار الشعور بالعطش، نظرًا لتراجع الإحساس بالعطش مع التقدم في العمر.
وقاية بسيطة قد تنقذ الأرواح
وجه الدكتور سامح الفقاص رسالة طبية وإنسانية في ختام حديثه قائلاً: "نتمنى السلامة لكل الناس، والوقاية في الأجواء الحارة مش رفاهية، هي ضرورة لإنقاذ الأرواح، خاصة عند مرضى القلب والضغط".
واختتم سامح الفقاص بالتأكيد على أهمية الوعي المجتمعي والسلوك الوقائي، الذي قد يصنع فارقًا حقيقيًا في مواجهة هذه الظروف المناخية القاسية.
