قلق إسرائيلي من حوار بين حماس وواشنطن ومأزق سياسي لـ"نتنياهو" (فيديو)

كشف جهاد حرب، مدير مركز ثبات للبحوث واستطلاعات الرأي، عن حالة القلق التي تنتاب الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، إزاء أي محادثات محتملة بين حركة حماس والإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن هذا القلق ينبع من التداعيات السياسية المحتملة لهذه المحادثات على الداخل الإسرائيلي.
إسرائيل والتدخلات الدولية
وأوضح حرب، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل على مدار السنوات الماضية عملت على إبقاء الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي شأنًا داخليًا، ورفضت أي تدخل خارجي، سواء من قبل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي. وتعتبر تل أبيب أن أي محاولة أمريكية أو دولية لفتح مسار حوار مع حركة حماس تشكل تهديدًا لاستراتيجيتها في إدارة الصراع.
ويرى أن التخوف الإسرائيلي من هذه المحادثات يعود إلى احتمالية تحولها إلى مسار سياسي جديد، على غرار ما طرحته حركة حماس سابقًا حول إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد قد تمتد لخمس أو عشر سنوات، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة، نظرًا لأنه قد يغير موازين القوى في المنطقة ويمنح حماس شرعية سياسية على الساحة الدولية.
اليمين الإسرائيلي
وأشار جهاد حرب إلى أن التيار اليميني في إسرائيل، بقيادة نتنياهو، يشعر بالقلق من أن تفرض الإدارة الأمريكية اتفاقًا يؤدي إلى وقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، وهو ما سيضعف موقف الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل حالة الانقسام الداخلي والتظاهرات المناهضة لسياسات نتنياهو.
وأضاف أن هناك مخاوف إسرائيلية من أن تسهم هذه المفاوضات في إعادة ترتيب المشهد الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما قد يؤدي إلى إضعاف السيطرة الإسرائيلية على الوضع، لا سيما أن تل أبيب تستفيد من استمرار الانقسام الفلسطيني كوسيلة لإضعاف أي مشروع سياسي موحد.
نتنياهو تحت الضغط
وأوضح جهاد حرب أن نتنياهو يدرك جيدًا أن إخفاقه في تحقيق اتفاق تبادل الأسرى يزيد من الضغوط الداخلية عليه، خصوصًا مع احتمال نجاح الولايات المتحدة في تأمين إطلاق سراح أسرى إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية. وهو ما قد يجعل إسرائيل في موقف حرج أمام جمهورها الداخلي، الذي يطالب بعودة الأسرى، مما قد يؤدي إلى تراجع شعبية نتنياهو أكثر فأكثر.
مأزق نتنياهو الأمريكي
وأضاف أن الإدارة الأمريكية الحالية تمارس ضغوطًا متزايدة على إسرائيل لتحقيق أولوياتها في المنطقة، والتي تتضمن إعادة الرهائن ووقف الحرب، وهو ما يتعارض مع توجهات حكومة نتنياهو، التي تعتمد على تصعيد الصراع لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.
وأشار حرب إلى أن نتنياهو كان قادرًا في السابق على المناورة مع الإدارات الأمريكية المختلفة، لكنه يواجه حاليًا مأزقًا سياسيًا كبيرًا، حيث لم يعد بإمكانه الاستفادة من العلاقات القوية مع واشنطن كما كان في الماضي. ومع تزايد الضغوط الدولية والمحلية، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أصبح في وضع أكثر هشاشة، مما يجعله أكثر قلقًا من أي تدخل أمريكي في ملف المفاوضات مع حماس.

سيناريوهات جديدة
وشدد جهاد حرب على أن الحكومة الإسرائيلية تجد نفسها اليوم أمام سيناريوهات غير مألوفة، حيث بات من الصعب عليها الحفاظ على الوضع الراهن في ظل التحركات الأمريكية المحتملة.
ويرى أن الأيام القادمة قد تشهد تحولات في المشهد السياسي الإسرائيلي، خاصة إذا ما استطاعت الإدارة الأمريكية فرض رؤية جديدة لحل الصراع، وهو ما قد يضع نتنياهو وحكومته في موقف لا يحسدون عليه.