.
لقبه محمد رفعت وجاور «السلطان» في عمر 15.. من هو الشيخ محمد عطية حسب؟

تحل اليوم الذكرى الـ 14 على رحيل الشيخ محمد عطية حسب، من أعلام مدرسة التلاوة المصرية، الذي عرف بـ «محمد رفعت الصغير»، تيمنًا بقيثارة السماء.
من هو الشيخ محمد عطية حسب؟
وُلِدَ الشيخ محمد عطية حسب، بقرية ميت غراب التابعة لمركز السنبلاوين بالدقهلية عام 1936. في أسرة قرآنية، حيث كان والده الشيخ "عطية" أحد حفظة كتاب الله عز وجل. وأحد القراء الذين ذاع صيتهم في قريته ومعظم قري ومدن الوجه البحري.
حرص والده على أن يزرع في بنيه حب القرآن وتلاوته، وعمل علي تلقين ولده الصغير "محمد" القرآن الكريم، حتي أتم الله عليه حفظه وتجويده كاملاً وهو دون السابعة من عمره.
الشيخ محمد عطية حسب على خطى قيثارة السماء
أقبل الطفل "محمد" منذ صغره على ترتيل القرآن وتلاوته مقتدياً بأداء الشيخ "محمد رفعت" بحس قرآني يفيض عذوبةً ورقةً وجمالاً. ففي ذات يوم دخل عليه والده فوجده يرتل القرآن بصوت شجي وكأنه صوت الشيخ رفعت، فتولي على رعاية هذه الموهبة وأثقلها فى صغره، حتي أرسله وهو في العاشرة من عمره إلي القاهرة ليتعلم أصول القراءات.. ثم ألحقه والده فى عام 1950 بالمعهد الديني بالمنصورة وكان عمره وقتها لم يتجاوز 14 سنة، وعندما استمع معلموه وزملاؤه إلي صوته في القراءة الممزوج بروحانيات "قيثارة السماء" أطلقوا عليه علي الفور اسم "محمد رفعت" واستمر معه هذا اللقب إلي ما بعد التحاقه بالإذاعة كقارئ بها عام 1971.
مرافقة أعلام دولة التلاوة في المآتم
ذاع صيت الشيخ "محمد عطية حسب" في جميع أنحاء الجمهورية، وصدح بالقرآن تلاوةً وتجويداً بجوار عظماء وعمالقة التلاوة في مصر، فكان يدعي وهو في الخامسة عشرة من عمره لإحياء مآتم بمصاحبة الشيخ "مصطفى إسماعيل".
كما شارك عدد كبير من مشاهير القراء في إحياء الحفلات والمناسبات الدينية قبل أن يكمل عامه العشرين من أمثال الشيخ "محمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط عبد الصمد. والبهتيمي. وطه الفشني، و عبد العظيم زاهر"، واعتاد الشيخ علي نصح أقرانه من القراء خاصةً القراء الجدد مشدداً علي ضرورة أن يحمل القارئ مؤهلات معينة أهمها.. إجادة وإتقان حفظ القرآن بأحكامه وفهم معانيه حتي يستطيع القارئ توصيل مراد الله إلي خلقه، إلي جانب تمتعه بالأمانة والتقوي في التلاوة ومراعاة حق الله وحق كتابه.
التحاق الشيخ محمد عطية حسب بالإذاعة
تقدم الشيخ "محمد عطية" عام 1971 إلي الإذاعة والتليفزيون المصري واعتمد بهما قارئاً للقرآن الكريم. وظل يقرأ بها قراءات قصيرة بالإضافة إلي قراءته في الحفلات الخارجية والمناسبات المختلفة، حتي وصل صوته إلي كل الأقطار يسمعه القريب والبعيد، وتميز بأدائه الخاشع المعبر خاصةً في قرآن الفجر عبر الأثير بصوت عذب شجي، كما تألق مع الآذان وصافح الأسماع وسلب القلوب بتلاواته العذبة مراعياً آداب التلاوة ووقارها.
سافر الشيخ "محمد عطية حسب" مُلبِّيَّاً للعديد من الدعوات التي تلقاها من جانب الدول والجاليات الإسلامية في أقطار الدنيا لإحياء المناسبات والحفلات الدينية خاصةً في شهر رمضان المبارك.
كان الشيخ جواداً كريماً، وكان صاحب قلب مُنْكَسِر لله.. يعطف على الصغير ويحسن على الضعفاء والمساكين، وصاحب يد بيضاء علي الفقراء. ومساهماً نشطاً في جميع الأعمال الخيرية في قريته، وكان متواضعاً حليماً، فقد اعتاد أن يجالس الناس في أماكن عملهم وفي طرقاتهم وحقولهم.
حرص الشيخ على أن ينقل إلى أولاده ما تعلمه من والده، فهم ثلاثة أولاد وبنتين. فعمل على تحفيظهم القرآن الكريم وعلوم التجويد والقراءات والمقامات الموسيقية وقام بهذا بنفسه، حتي أصبح له ورثة من أبنائه متربعين على عرش التلاوة فى محافظات الوجه البحري منهم الشيخ "سامح محمد عطية"، ووافته المنية يوم الأربعاء 29 يونيو سنة 2011، عن عمر يناهز 75 عاماً قضاها في ظلال القرآن الكريم، ودفن بمسقط رأسه في قريته ميت غراب بالسنبلاوين.