تسريبات: مفاوضات "أمريكية - خليجية" لتمويل برنامج نووي سلمي لإيران

كشف الخبير الاقتصادي الدكتور محمد شادي، عن تسريبات تشير إلى مفاوضات تقودها الولايات المتحدة بالتعاون مع بعض الدول الخليجية لتمويل برنامج نووي سلمي في إيران، في صفقة قد تكلّف عشرات المليارات من الدولارات وترتبط بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
أمريكا تفتح الباب
قال محمد شادي، خلال لقائه ببرنامج "مع خيري" على قناة "المحور"، إن الولايات المتحدة قد تكون بصدد التفكير جديًا في استيعاب إيران داخل المنظومة الإقليمية، وهو ما يتطلب رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران بسرعة، خاصة في قطاعات رئيسية.
ولفت محمد شادي إلى أن التسريبات الأخيرة تشير إلى مفاوضات أجراها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أو ممثلوه، مع مبعوثين إقليميين وبعض دول الخليج، لبحث إمكانية تمويل بناء برنامج نووي سلمي في إيران، بتمويل يصل إلى 30 مليار دولار.
أموال مجمّدة وعقوبات
وأشار محمد شادي إلى أن إيران تمتلك ما بين 100 إلى 120 مليار دولار من الأصول المجمدة في الخارج، إلى جانب 6 مليارات دولار محتجزة في قطر، ورغم هذه الأموال، فإن الاقتصاد الإيراني يعاني بشدة نتيجة العقوبات الغربية المفروضة منذ عقود، التي طالت حتى البنك المركزي الإيراني، وجعلته عاجزًا عن إجراء تحويلات مالية مباشرة.
وأضاف محمد شادي أن إيران اضطرت، بسبب هذه العقوبات، إلى استخدام آليات بديلة للتجارة مثل "المقايضة"، حيث كانت تستبدل النفط بالسلع الأساسية، في ظل القيود المفروضة على نظامها المالي.
كلفة اقتصادية وإنسانية
وأوضح محمد شادي أن تكلفة البرنامج النووي الإيراني، سواء من الناحية الاقتصادية أو الإنسانية، كانت باهظة فالإيرانيون، حسب قوله، عانوا لأكثر من 40 عامًا من الفقر والحرمان بسبب السياسات المتبعة، التي انعكست على مستوى معيشة الأجيال المتعاقبة، قائًلا: "هذه التضحيات لم تُترجم إلى رفاه أو تطور، بل ظلت إيران تعاني من عزلة وتخلف اقتصادي"
أشار محمد شادي إلى أن الضربات الأمريكية الأخيرة لإيران لم تؤدِ إلى تفكيك الدولة أو إثارة احتجاجات كما كان متوقعًا، بل وحدت القوميات الإيرانية المتعددة خلف النظام، ذكرًا أن إيران تضم قوميات متنوعة مثل البلوش والكازاخ والعرب، وكانت تعاني من التمييز لصالح القومية الفارسية، لكن تلك الضربة وفقًا له جمعتهم على هدف واحد.

مستقبل إيران بالمنطقة
واختتم محمد شادي تحليله بالتأكيد على ضرورة دمج إيران داخل المنظومة الإقليمية بدلًا من استمرار عزلها، محذرًا من أن استمرار التهميش سيدفع طهران إلى تصدير الأزمات والتوترات لجيرانها، قائًلا: "المنطقة بأكملها، بما في ذلك الدول العربية، سئمت الحروب والصراعات، بعد أكثر من 70 عامًا من النزاعات الدامية، وتوجهت الآن إلى التنمية والاستقرار".
وشدد محمد شادي على أن على الدول الإقليمية الكبرى مثل إيران وتركيا وإسرائيل أن تدرك أن زمن الحروب انتهى، وأن الشعوب وقادتها باتوا يدركون أهمية الاستثمار في السلام والازدهار بدلًا من القلاقل والصراعات التي استنزفت الموارد وأهدرت الفرص لعقود.