عاجل

خبير: خسائر إيران في الحرب مع إسرائيل تصل لـ500 مليار دولار

الدكتور محمد شادي
الدكتور محمد شادي

كشف الدكتور محمد شادي، الخبير الاقتصادي، خلال لقاءه في برنامج "مع خيري" المذاع عبر قناة "المحور"، عن حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إيران خلال حربها الأخيرة مع إسرائيل، مركزًا على الضربات التي طالت منشآت البرنامج النووي الإيراني، والتكاليف الباهظة المرتبطة بتطوير هذا البرنامج على مدى عقود.

وأوضح محمد شادي أن سلسلة إنتاج الوقود النووي الإيرانية تبدأ من استخراج اليورانيوم من الصخور، مرورًا بتحويله إلى "الكعكة الصفراء" (أوكسيد اليورانيوم)، ثم تخصيبه في منشآت متقدمة، وهي عملية مكلفة ومعقدة، كما تمتلك إيران أربع مناطق لاستخراج اليورانيوم، إلا أن جودة هذا المورد لا ترتقي إلى المعايير العالمية، ما يجعل إنتاجه غير اقتصادي مقارنةً بغيره، إلا أن طهران أصرت على الاعتماد على مصادرها المحلية لأسباب استراتيجية.

ضربات إسرائيلية تطال المنشآت 

وأشار محمد شادي إلى أن ثلاث منشآت نووية رئيسية تعرضت للتدمير خلال الحرب، وهي منشآت "أصفهان" و"نطنز" و"فوردو"، والتي تمثل أعمدة دورة الوقود النووي الإيرانية، منشأة أصفهان على وجه الخصوص تُعد الأكثر أهمية لأنها المسؤولة عن تحويل اليورانيوم الخام إلى الكعكة الصفراء.

وتابع محمد شادي: "بحسب تقديرات دولية، فإن التكلفة الإجمالية لهذه الدورة النووية، بما فيها الأبحاث والمنشآت والنقل، تصل إلى نحو 210 مليار دولار وتقدّر تكلفة المنشآت التي تعرضت للضربات وحدها بحوالي 180 مليار دولار، مما يعكس حجم الخسارة المباشرة نتيجة تلك الضربات".

العقوبات الدولية 

وفي سياق آخر، أشار محمد شادي إلى تقدير أعدته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، عبر الباحث كريم سجادبور، موضحًا أن تكلفة بناء وتشغيل البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب العقوبات المرتبطة به، بلغت نحو 100 مليار دولار خلال العقود الأربعة الماضية، هذا الرقم يشير إلى "الكسب الفائت"، أي ما خسرته إيران بسبب العقوبات التي أضرت بجميع قطاعات الاقتصاد، بدءًا من البنوك والطاقة وصولًا إلى المعادن.

لكن محمد شادي اعتبر هذا الرقم متواضعًا، موضحًا أن إجمالي الخسائر قد يتجاوز 500 مليار دولار، إذا ما تم احتساب تكلفة الإنشاء، والتشغيل، والعقوبات، والانهيارات المتتالية للمنشآت.

الاقتصاد الإيراني والعقوبات

قارن محمد شادي بين الاقتصاد الإيراني ونظيره السعودي، مؤكدًا أن إيران تمتلك موارد طبيعية وزراعية واسعة، إلا أن العقوبات دمرت معظم قطاعاتها، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي الإيراني نحو 300 مليار دولار فقط، مقابل حوالي 2 تريليون دولار في السعودية، وهو ما يوضح مدى التدهور الذي أصاب الاقتصاد الإيراني.

كما أشار محمد شادي إلى أن تهريب النفط الإيراني يمثل خسارة مزدوجة؛ حيث يُباع النفط بأسعار أقل بكثير من الأسعار العالمية، وهو ما أدى إلى فقدان إيرادات محتملة بمليارات الدولارات، خصوصًا إذا علمنا أن النفط الروسي على سبيل المثال، ورغم العقوبات، كان يُباع بنحو 60 دولارًا للبرميل، بينما يُعتقد أن النفط الإيراني يُباع بسعر أقل بكثير.

الإعلامي خيري رمضان
الإعلامي خيري رمضان

فاتورة الحرب الأخيرة

وفي ختام تحليله، شدد الدكتور محمد شادي على أن الخسائر الإيرانية ليست فقط في البنية التحتية النووية، بل تمتد إلى الاقتصاد الكلي، بفعل سنوات من الإنفاق على البرنامج النووي، وخسائر التهريب، والعقوبات التي كبلت قدرات إيران الإنتاجية والتجارية. وقدّر شادي أن الرقم الحقيقي لخسائر إيران قد يتجاوز 500 مليار دولار إذا أُخذت جميع الأبعاد بعين الاعتبار، مما يطرح تساؤلات كبيرة حول جدوى الاستمرار في هذه السياسات الاقتصادية المكلفة.

تم نسخ الرابط