خبير عسكري: واشنطن تسعى لإضعاف الجيش السوداني وإعادة صياغة المشهد السياسي |خاص
كشف العميد الركن الدكتور جمال الشهيد، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، عن الأسباب الحقيقية وراء العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان، مؤكداً أن الهدف الرئيسي من هذه الإجراءات هو إضعاف الجيش السوداني وإعادة تشكيل المشهد السياسي والأمني في البلاد بما يخدم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.
العقوبات الأمريكية على السودان طبيعتها وتاريخها
وتحدث جمال الشهيد، عن خلفيات العقوبات الأمريكية على السودان طبيعتها وتاريخها، قائلًا: "بدأت العقوبات منذ تسعينيات القرن الماضي (1993) حين أُدرج السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وشملت العقوبات حينها عدد من المجالات المالية، التجارية، العسكرية والدبلوماسية".
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، إلى أنه في عام 2020، تم رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، لكن ظلت كثير من القيود سارية، وخاصة تلك المتعلقة بالتعاملات العسكرية والتكنولوجية.
وتابع "الشهيد": "بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، أعادت واشنطن فرض عقوبات نوعية على أفراد وكيانات من الطرفين، لكن تركيزها الأكبر كان على الجيش السوداني، وهذا ما يطرح تساؤلات عديدة".
الأسباب المعلنة للعقوبات الجديدة
وأوضح "الشهيد"، أن الأسباب المعلنة للعقوبات الجديدة وفق التصريحات الرسمية الأمريكية، هي؛ انتهاكات حقوق الإنسان، استخدام أسلحة كيميائية محرّمة أو “مشبوهة” وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى رفض وقف إطلاق النار أو الانخراط في مفاوضات جادة.
وشدد الخبير العسكري السوداني، على أن هذه الأسباب كثيرًا ما تكون ذرائع سياسية تُستخدم لتبرير تدخلات أو ضغوط ضمن أجندة أكبر كفرض تسوية معينة.
اتهامات استخدام أسلحة كيماوية بدون أي مقدمات
ولفت إلى أنه بدأ الترويج خلال الأشهر الماضية من بعض الجهات غير الرسمية وأعقبها ظهرت تقارير غير موثقة من منظمات أمريكية وغربية؛ تزعم استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيماوية في مناطق مثل أم درمان أو دارفور، لم تُقدم أي أدلة فنية ميدانية، ولم يُسمح لأي جهة محايدة بالتحقق.
ويؤكد العميد الركن دكتور جمال الشهيد، على أن الجيش السوداني نفى بشكل رسمي وجازم تلك المزاعم، وطالب بتحقيق دولي مستقل، ولكن لم يحدث ذلك.
وأضاف: "في تقديري أن هذه الاتهامات تُستخدم للتمهيد لخطوات أكثر تصعيدًا، وهي؛ فرض حظر سلاح، تقديم دعاوى في مجلس الأمن، خلق مبرر للتدخل الإنساني أو العسكري تحت البند السابع، وتُذكّرنا بمزاعم أسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي ثبت لاحقًا أنها ملفقة ومبنية على تقارير استخبارية مضللة".
الدوافع الحقيقية خلف العقوبات الأمريكية
وكشف الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني في ختام تصريحاته الخاصة عن الدوافع الحقيقية خلف العقوبات الأمريكية، وجاءت كالتالي:
- إضعاف الجيش السوداني لصالح وكلاء إقليميين ودوليين.
- فرض واقع سياسي جديد يضمن نفوذ قوى ما بعد الثورة (وخاصة تمكين عملاء الغرب).
- إعادة صياغة المشهد الأمني والاقتصادي بما يخدم المصالح الغربية (الموانئ، الذهب، الثروات الطبيعية).
- رد فعل على التقارب السوداني مع روسيا (قاعدة بحرية - صفقات تسليح).
