ماهر نمورة: أمريكا لا تتحرك لوقف العدوان كما فعلت مع إيران

اتهم الدكتور ماهر نمورة، المتحدث الرسمي باسم حركة "فتح"، الإدارة الأمريكية بعدم امتلاك الإرادة السياسية الجادة لإنهاء الحرب المدمرة على قطاع غزة، رغم امتلاكها كل أدوات الضغط على إسرائيل.
وأشار ماهر نمورة في تصريحاته لقناة "إكسترا نيوز" إلى المفارقة الواضحة بين التحرك السريع لواشنطن لوقف التصعيد بين إسرائيل وإيران خلال 24 ساعة، وبين تقاعسها المتعمد تجاه العدوان المستمر على غزة منذ أكثر من 19 شهرًا.
وأكد ماهر نمورة أن الولايات المتحدة تظل الداعم الأكبر لإسرائيل عسكريًا وماليًا وسياسيًا، متسائلًا: "كيف لدولة بهذا النفوذ أن تعجز عن إلزام حكومة الاحتلال بوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون؟".
موقف واشنطن "المريب"
انتقد ماهر نمورة الغموض الذي يكتنف مقترحات وقف إطلاق النار المتداولة حاليًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترفض تحديد إطار زمني واضح للهدنة، ما يُلقي بظلال من الشك على نواياها الحقيقية تجاه إنهاء الصراع.
ووصف ماهر نمورة هذا الموقف الأمريكي بأنه "مريب وغير شفاف"، معتبرًا أن واشنطن تماطل سياسيًا، وتوفر غطاءً غير مباشر لإسرائيل لاستكمال عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين.
ورغم أن حركة "فتح" ليست طرفًا مباشرًا في المفاوضات الجارية بين حماس وإسرائيل بوساطة أمريكية وقطرية، إلا أن ماهر نمورة أوضح أن الحركة ترحب بأي جهد حقيقي لوقف العدوان، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية، وخاصة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، كانت تمتلك القدرة الكاملة لإجبار إسرائيل على التوقف الفوري.
تدمير منظم للحلم الفلسطيني
وفي سياق متصل، كشف ماهر نمورة عن تصعيد مقلق تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، لا سيما في المحافظات الشمالية، مؤكدًا أن الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية تقوم بتدمير البنية التحتية واقتحام المخيمات وشق الطرق بداخلها بشكل ممنهج.
وأشار ماهر نمورة إلى أن هذه التحركات لا تأتي بمعزل عن العدوان على غزة، بل هي جزء من مخطط أوسع تتبناه حكومة نتنياهو للقضاء على حلم الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، عبر توسيع رقعة السيطرة العسكرية وإحكام القبضة الأمنية على كافة مناطق الضفة.
التعامل مع المكر الإسرائيلي
ورداً على سؤال بشأن ضمانات الالتزام بأي هدنة مرتقبة، قال ماهر نمورة إن السلطة الفلسطينية لديها من الخبرة ما يؤهلها للتعامل مع المراوغة الإسرائيلية المعروفة تاريخيًا، لكنه في الوقت نفسه أبدى تحفظه على التفاصيل الحالية لمقترحات التهدئة.
وأوضح ماهر نمورة أن حركة "فتح" لم تُمنح تفويضًا سياسيًا كافيًا للمشاركة في رسم خريطة الهدنة، معتبرًا أن تفويض القيادة الفلسطينية الشرعية كان سيحدث فرقًا حقيقيًا في ضمان صيغة عادلة ومستدامة لأي اتفاق.

صمود في غزة
تكشف تصريحات الدكتور ماهر نمورة عن حالة احتقان سياسي وشعبي في مواجهة التواطؤ الدولي، وخاصة من الجانب الأمريكي، في حماية حقوق الفلسطينيين ووقف آلة الحرب الإسرائيلية. وبينما تستمر العمليات العسكرية وتصعيد الاحتلال في الضفة وغزة، تظل الدعوات لوقف العدوان رهينة حسابات سياسية معقدة، في غياب حقيقي للعدالة والضغط الدولي الفعّال.