إيناس حمدان تكشف عن نفاد الإمدادات الطبية وتفاقم الوضع في غزة

أطلقت إيناس حمدان، مدير الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بقطاع غزة، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن الوضع الصحي الكارثي الذي يواجهه القطاع، مؤكدة أن القطاع الصحي بات على شفا الانهيار الكامل نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الحصار الخانق.
وخلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضحت إيناس حمدان أن العديد من المستشفيات خرجت عن الخدمة بالكامل بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية، ما أدى إلى توقف العمليات الجراحية وعجز في توفير الرعاية الطبية الأساسية، خاصة لمرضى الحالات المزمنة والطوارئ والحوامل.
نفاد المخزون الطبي بالكامل
وأشارت إيناس حمدان إلى أن مخزون "الأونروا" من الإمدادات الطبية قد نفد بالكامل، بما في ذلك الأدوية الأساسية، المسكنات، اللقاحات، وأدوات الطوارئ. وأضافت أن التقارير الأممية تشير إلى أن نحو 21% من المواد الطبية الحيوية قد تنفد تمامًا خلال أقل من شهرين إذا استمر الوضع على حاله دون تدخل عاجل.
وأكدت إيناس حمدان أن هذا التدهور يُنذر بعواقب صحية كارثية، لا سيّما في ظل انتشار الأمراض المعدية ونقص المياه النظيفة، وانهيار شبكات الصرف الصحي، وهو ما يعرض حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين للخطر، خصوصًا الأطفال وكبار السن والحوامل.
أكثر من 3 آلاف شاحنة
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، كشفت إيناس حمدان أن أكثر من 3000 شاحنة محمّلة بالإمدادات الغذائية والطبية لا تزال عالقة على المعابر الحدودية في انتظار التصاريح الأمنية اللازمة لدخولها إلى قطاع غزة، مشددًا على أن استمرار رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح بدخول هذه الشحنات يفاقم من عمق المأساة، ويُبقي سكان غزة رهائن لسياسة التجويع والحصار.
وأضافت إيناس حمدان أن هذه الشاحنات تمثل طوق نجاة حقيقي لآلاف الأسر في القطاع، مطالبة بضرورة الضغط الدولي لإجبار الاحتلال على الالتزام بالقانون الدولي والسماح بوصول الإمدادات الإنسانية فورًا.
دعوة عاجلة لإنقاذ الأرواح
وأكدت إيناس حمدان في ختام تصريحاتها أن الوضع في غزة لم يعد يتحمل مزيدًا من التأجيل أو التراخي، محذرة من أن استمرار الحصار ومنع الإغاثة يعادل جريمة إنسانية صريحة في حق أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظروف مأساوية لا تطاق.
وشددت إيناس حمدان على ضرورة التحرك العاجل من قِبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لفتح المعابر الإنسانية، وتسهيل إدخال المواد الطبية والغذائية، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنع انهيار شامل للمنظومة الصحية في القطاع.

أزمة غزة الصحية
تعكس هذه التصريحات حجم الكارثة الإنسانية التي تتهدد قطاع غزة نتيجة استمرار الحصار ومنع المساعدات. وبينما تنفد الإمدادات ويُغلق باب النجاة، يظل العالم مطالبًا بالتحرك الفوري والضغط السياسي والإنساني لوقف هذا الانهيار ومنع سقوط آلاف الضحايا الأبرياء نتيجة الإهمال والتواطؤ الدولي.