صور أقمار اصطناعية تكشف عودة النشاط إلى منشأة فوردو الإيرانية

كشفت صور أقمار اصطناعية حديثة نشرتها شركة "ماكسار" الأمريكية، الجمعة، عن مؤشرات لعودة نشاط محدود في منشأة فوردو النووية الإيرانية، التي تعرضت في وقت سابق لغارات جوية أمريكية.
وتُظهر الصور وجود مركبات ومعدات بناء بالقرب من المناطق المتضررة، لاسيما عند الثقوب الناتجة عن القصف الجوي، وكذلك عند مدخل المجمع النووي الواقع تحت الأرض.

كما رُصدت حفارة وجرافة كبيرة تعملان في موقع المنشأة، في إشارة إلى محاولات إيرانية محتملة لاستئناف النشاط أو إزالة آثار الضربات.

إشارات مماثلة في مجمع أصفهان النووي
وفي سياق متصل، نقلت شبكة "سي إن إن" عن خبير الأسلحة جيفري لويس، الأستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، أن صور أقمار اصطناعية تجارية أظهرت وصول إيران إلى أنفاق تخزين في مجمع أصفهان النووي.
وأوضح لويس أنه في 26 يونيو، تم رصد عدد معتدل من المركبات في الموقع، فيما أظهرت صور أخرى التقطتها شركة "بلانيت لابس" في 27 يونيو أن أحد مداخل الأنفاق كان مفتوحاً، بعد إزالة العوائق التي كانت تسدّه حتى صباح ذلك اليوم.
تقييم أولي: أضرار متوسطة إلى شديدة في الهياكل النووية
بحسب تقييم أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، فإن الهياكل الواقعة فوق الأرض في المواقع النووية الإيرانية تعرضت لأضرار متوسطة إلى شديدة نتيجة الضربات. وتشير بعض المصادر إلى أن تلك الأضرار قد تعيق قدرة إيران على الوصول إلى اليورانيوم المخصب المخزن تحت الأرض، وهو ما ألمح إليه مسؤولون أميركيون، بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد: مداخل الأنفاق تضررت
في بيان صدر بتاريخ 22 يونيو، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الغارات الجوية الأميركية التي وقعت في 21 يونيو تسببت بأضرار واضحة في مداخل الأنفاق المستخدمة لتخزين جزء من مخزون اليورانيوم الإيراني في مجمع أصفهان.
وجاء في البيان: "تأكدنا من تضرر مداخل أنفاق تحت الأرض في الموقع"، في تأكيد دولي لما كشفته صور الأقمار الاصطناعية.
في الوقت الذى تتابع فيه الوكالات الاستخباراتية والدولية تطورات الملف النووي الإيراني، تكشف صور الأقمار الاصطناعية عن محاولات واضحة من طهران للعودة إلى تشغيل منشآتها النووية، رغم الأضرار الجسيمة. وتبقى هذه التحركات تحت مجهر المراقبة الدولية، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تسارع البرنامج النووي الإيراني وسط أجواء من التوتر الإقليمي.